شعبانة.. مناسبة دينية وموروث شعبي استعدادا لرمضان

شعبانة.. مناسبة دينية وموروث شعبي استعدادا لرمضان

24 فبراير, 2025

تعد “شعبانة” من التقاليد العريقة التي ترسخ في الموروث الشعبي المغربي، وتُعتبر من أبرز المظاهر الاحتفالية التي يتميز بها المجتمع المغربي في العديد من المناطق.

شعبانة هي مناسبة دينية تحتفل بها بعض الأسر المغربية بمناسبة بداية شهر رمضان، وتختلف طقوسها وأشكال الاحتفال من منطقة إلى أخرى، لكن كلها تتسم بالطابع الاجتماعي والروحاني، إذ ترتبط بالتحضير الروحي والنفسي لاستقبال شهر رمضان المبارك.

في بداية شهر شعبان، يعتقد الكثير من المغاربة أن هذا الشهر هو فترة تحضيرية لاستقبال رمضان. يعتبر الاحتفال بشعبانة من العادات التي تمثل بداية الاستعدادات الروحية والجسدية للصيام. في بعض المناطق، يقوم الناس بتوزيع الحلويات على الجيران والأصدقاء، كما يتجمع أفراد العائلة لتبادل الزيارات والتواصل الاجتماعي، وهو نوع من “التمهيد” لشهر رمضان المبارك.

من أبرز العادات المتبعة في شعبانة، يذكر توزيع الأطعمة والحلويات، خاصة تلك التي يتم تحضيرها خصيصًا لهذه المناسبة. تُعد “الشباكية” و”المحنشة” و”البغرير” من بين الحلويات التي تحضر بشكل كبير في هذا الوقت. كما تتميز بعض المناطق بتقديم “الحناء” للنساء كرمز للزينة والاحتفاء بالمناسبة.

في العديد من القرى والمدن المغربية، تُعتبر شعبانة فرصة للتقرب إلى الله تعالى وتطهير النفس، حيث يتجمع بعض الناس لأداء الصلاة والدعاء طلبًا للغفران والاستعداد لشهر رمضان. يتخلل هذا الوقت أيضًا محاضرات دينية ودروس للوعظ والإرشاد في بعض المساجد والمراكز الإسلامية، ويشجع الناس على بدء الاستعدادات الروحية عبر الصيام التطوعي، تلاوة القرآن، والذكر.

تُعتبر شعبانة مناسبة لتقوية الروابط الاجتماعية بين الجيران والعائلات، حيث يتم تبادل الزيارات وتقديم الهدايا الصغيرة، مما يعزز من روح التضامن والمشاركة في المجتمع. كما أن هذه المناسبة تشهد بعض الاحتفالات في الأماكن العامة، مثل تنظيم موائد جماعية في الأحياء لتناول الطعام معًا، ما يعكس جانبًا من التآزر والتآخي بين أبناء المجتمع.

على الرغم من أن شعبانة عادة تقليدية، فإن احتفالاتها تتنوع بين الريف والمدن الكبرى. ففي المدن الكبرى مثل الدار البيضاء والرباط، قد تكون الاحتفالات أقل وضوحًا مقارنةً بالمناطق الريفية، حيث يتجمع أهل القرية في ساحة واحدة أو في بيت واحد، للاحتفال وتبادل التهاني والتحضير لرمضان. في حين أن المدن الكبرى تميل إلى تقديم فعاليات دينية واجتماعية موسمية تتسم بالانفتاح على التقنيات الحديثة والأنشطة التجارية.

وتظل شعبانة جزءًا من الموروث الشعبي المغربي، وتحمل في طياتها العديد من المعاني الروحية والاجتماعية، ما يعزز من قيم التضامن والتراحم بين أفراد المجتمع. ورغم تطور العادات وتغير بعض الطقوس عبر الزمن، تظل هذه المناسبة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالهوية الثقافية والدينية للمغاربة، وتعد خطوة هامة في التحضير لرمضان.

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*