يوجد التمكين الاقتصادي للنساء والنهوض بأوضاعهن الاقتصادية والاجتماعية في صلب أولويات مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى إقليم العرائش.
فقد أولت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم اهتماما خاصا للنساء ضمن مشاريع الإدماج الاقتصادي أو الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لاسيما ضمن البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية في مرحلتها الثالثة، والمتعلق بتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب.
في هذا الصدد، أكدت التهاد الشريفة لبنى، رئيسة مصلحة “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”، بقسم العمل الاجتماعي بعمالة العرائش، أنه برسم سنة 2024 فقط، صادقت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بالعرائش على 20 مشروعا لفائدة النساء، بكلفة إجمالية تناهز حوالي 4,8 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة بحوالي النصف.
وشددت التهاد الشريفة لبنى، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على أن البرنامج الثالث للمبادرة، والمتعلق بتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، حرص على دعم التمكين الاقتصادي للمرأة وتوفير فرص الشغل الكريم لها، وتشجيعها على المشاركة الفعالة في التنمية المستدامة، من خلال دعم مشاريع في قطاعات متعددة لفائدة التعاونيات النسوية والمقاولات النسوية الفتية بإقليم العرائش.
بهذا الخصوص، أشارت المسؤولة على سبيل المثال إلى أنه تم ضمن محور دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، للبرنامج الثالث للمبادرة الوطنية تمويل تجهيز ورشة للخياطة العصرية لفائدة التعاونية النسوية “سلطانة فستان” بمساهمة من المبادرة تصل إلى 87 ألف درهم، بينما جرى ضمن محور دعم الحس المقاولاتي لدى الشباب، دعم مقاولة “مِيامْ”، وهي مخبزة عصرية متخصصة في إنتاج وتسويق المخبوزات والحلويات ب 150 ألف درهم.
وتحتفي عمالة إقليم العرائش، بمناسبة عيد المرأة الذي يصادق 8 مارس من كل سنة، بثلة من النساء رائدات الأعمال وحاملات الأفكار، اللواتي استفدن من الفرص المتاحة ضمن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، للانطلاق في مشاريع اقتصادية واجتماعية خدمة لنساء الإقليم.
بالفعل، فقد حول دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مشروع تعاونية “سلطانة فستان” من مجرد ورشة غير مهيكلة لكي يصبح نواة وحدة صناعية واعدة في مجال النسيج والخياطة على مستوى الإقليم، وساهم في رفع إنتاجيته وقدرته على توفير الشغل الكريم لفائدة مجموعة من النساء.
بهذا الخصوص، تقول بشرى بديع، رئيسة تعاونية “سلطانة فستان لخياطة الملابس العصرية والتقليدية”، إن هذه التعاونية النسائية 100 في المائة، والتي تأسست قبل عدة سنوات وجدت في المبادرة الوطنية خير سند لتطوير مشروعها والارتقاء به.
وأضافت أن التعاونية استفادت من “دعم ثمين” ضمن البرنامج الثالث للمبادرة، في إطار محور دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لتطوير هذا المشروع الذي كان يشتغل بستة آلات خياطة فقط.
وأشارت بشرى بديع إلى أن الدعم مكن من اقتناء 14 آلة خياطة جديدة وتوسعة الورشة، ما مكن في نهاية المطاف من توفير فرص شغل جديدة لفائدة النساء وتحسين الوضع المادي للمستفيدات.
من جهتها، نسيبة منوري، وهي مقاوِلة شابة صاحبة مشروع المخبزة العصرية “مِيامْ” فلم تخف الأثر الكبير للتمويل الذي حصلت عليه ضمن محور دعم الحس المقاولاتي لدى الشباب للبرنامج الثالث للمبادرة، والذي مكنها من إطلاق مشروعها الناجح الذي يشغل حاليا 9 أشخاص من الشباب والنساء.
ولعل المشاريع التي تطلقها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالعرائش، بعد انتقاء أولي ودراسة صارمة، تشكل مشاتل لزرع روح المقاولة لدى الشباب من الجنسين والنهوض بالأوضاع الاجتماعية للنساء في إطار تضامني، يوحد جهود شركاء المبادرة من أجل وقع كبير ومستدام لهذه المشاريع على النسيج الاجتماعي بالإقليم.