شركة “ألستوم” الفرنسية تزوّد المغرب بـ18 قطارًا فائق السرعة لتعزيز شبكة السكك الحديدية

28 مارس, 2025

أكدت شركة “ألستوم” الفرنسية عزمها تزويد المغرب بحوالي 18 قطارًا فائق السرعة من طراز “أفيليا أوريزون”، في إطار توسيع عرض السكك الحديدية بالمملكة وتعزيز الربط بين المدن المغربية، خصوصًا مع تمديد خط القطار فائق السرعة إلى مراكش.

جاء ذلك في بيان صادر عنها اليوم الجمعة، حيث أوضحت “ألستوم”، الشركة العالمية الرائدة في مجال النقل الذكي والمستدام، أنها وقعت عقد توريد مع المكتب الوطني للسكك الحديدية بقيمة 781 مليون يورو. وتم تسجيل هذا الطلب ضمن الربع الرابع من السنة المالية 2024/2025 الخاصة بالشركة.

وأشار البيان إلى أن تمديد خط القطار فائق السرعة إلى مراكش سيساهم في تحسين تجربة التنقل للمسافرين، حيث ستؤدي القطارات الجديدة من طراز “أفيليا أوريزون”، ذات الطابقين، إلى تقليل زمن الرحلة بين طنجة ومراكش بشكل كبير، مع الحد من البصمة الكربونية.

بحسب المصدر ذاته، فإن “أفيليا أوريزون” يعد أحدث جيل من القطارات فائقة السرعة المكونة من طابقين في العالم، وهو قادر على العمل بسرعات تتجاوز 300 كيلومتر في الساعة. كما يوفر هذا الطراز مرونة تشغيلية عالية ويضمن تجربة سفر فريدة للمسافرين.

ويتكون القطار من قاطرتين مبتكرتين أقصر حجمًا، تجمعان بين الأداء العالي والتصميم المدمج، إضافة إلى عربات مترابطة ومزدوجة الطابق. ومن بين مزاياه، تقليل تكاليف التشغيل بفضل احتوائه على عدد أقل من عجلات التدوير “bogies”، التي تمثل 30% من تكاليف الصيانة.

وأشار بيان الشركة إلى أن القطار الجديد سيقدم مستوى استثنائيًا من الخدمة والراحة، إذ يتمتع بأعلى سعة استيعابية للمقاعد في السوق، ما يسهم في تقليل إجمالي تكلفة الملكية لكل مقعد، مما يجعل الاستثمار أكثر كفاءة وفعالية.

ويأتي الإعلان عن هذه الصفقة بعد أيام قليلة من كشف السفارة الفرنسية بالرباط عن تقديم الجمهورية الفرنسية تمويلاً للمملكة المغربية بقيمة 781 مليون يورو، في شكل قرض، لشراء هذه القطارات من شركة “ألستوم”، لصالح المكتب الوطني للسكك الحديدية.

وفي هذا السياق، أوضحت السفارة أن هذا التمويل يندرج ضمن الإعلان عن التعاون المالي في قطاع السكك الحديدية، الذي تم توقيعه في 28 أكتوبر 2024 أمام رئيسي الدولتين، خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب.

من جانبه، أكد السفير الفرنسي بالمغرب، كريستوف ليكورتييه، أن “هذا التمويل الاستثنائي يعكس قوة الشراكة الفرنسية-المغربية في قطاع السكك الحديدية، والتي كانت ركيزة أساسية في النجاح الكبير الذي حققه خط القطار فائق السرعة بين طنجة والقنيطرة، الذي نقل ما يقرب من 5 ملايين مسافر خلال عام 2024”.

وأضاف السفير أن “فرنسا وشركاتها ستواصل دعم المغرب في تنفيذ مشروع توسعة خط القطار فائق السرعة إلى مراكش”، مشيرًا إلى أن هذا المشروع لا يقتصر فقط على تعزيز البنية التحتية السككية، بل يمثل أيضًا محركًا حقيقيًا للتنمية الاقتصادية، خاصة مع اقتراب تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030، حيث سيلعب تحسين شبكة النقل السككي دورًا محوريًا في استقبال الجماهير وضمان انسيابية التنقل بين المدن المغربية.

وتأتي هذه الصفقة الجديدة لتعزز مكانة المغرب كرائد في مجال النقل السككي بإفريقيا، حيث يواصل تطوير بنيته التحتية الحديثة لمواكبة التطورات العالمية في هذا المجال. ومن شأن هذه القطارات فائقة السرعة أن تحسن تجربة السفر داخل المملكة، مما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحفيز النمو الاقتصادي.

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*