عُقدت بحر الاسبوع الجاري أولى جلسات محاكمة مواطن إفواري أمام قضاء سبتة، على خلفية اتهامه بتأجير خدمات عصابة مغربية لتهريب ابنه في حقيبة سفر عبر الحدود المغربية سنة 2015.
وحسب ما أوردته وسائل إعلام إسبانية، فقد منح المواطن الإفواري عصابة مغربية متخصصة في تهريب البشر مبلغ 5 آلاف يورو، وذلك بغرض تهريبها لابنه العالق بالأراضي المغربية إلى سبتة، لتعمد العصابة إلى وضعه في حقيبة سفر رفقة إحدى عناصرها محاولة تهريبه، قبل أن يتم توقيفها من طرف شرطة جمارك سبتة.
وأضافت نفس المصادر أن محاولات تهريب الأشخاص إلى سبته تأخذ في بعض الأحيان منحىً متطرفاً، إلا أن محاولة تهريب الطفل الإفواري “أدو” ذو الثمان سنواتٍ استأثرت – على غير العادة – باهتمام الصحافة العالمية، خاصة وأنه كاد يقضي في حقيبة السفر اختناقاً، غير أنه تحمل عبء الرحلة القاسية رغبة منه في موافاة والده الذي ينتظره بالضفة الأوروبية.
وسيواجه والد الطفل “أدو” – كما ذكرت المصادر- تهمتين تتعلقان بالتواطؤ مع عصابة إجرامية والإهمال، ما قد يهدد بسجنه لـ 3 سنواتٍ، غير أنه أبدى استعداده لتحمل مسؤولية أفعاله، رغم كونه ظلّ يدافع عن نفسه بخصوص تورطه في عملٍ غير شرعي هدد حياة ابنه بشكلٍ مباشر، إذ سبق وصرح للصحافة الفرنسية أن العصابة المغربية التي تعهدت بتهريب ابنه إلى سبتة لم تذكر الطريقة التي ستقوم فيه بذلك، مؤكداً أنه صُدم كغيره لدى اطلاعه على صور “أدو” بوسائل الإعلام، والتي يظهر فيها متخذاً وضعية الجنين وسط الحقيبة.
يُشار إلى أن حادثة تهريب الطفل “أدو” من المغرب إلى سبتة التي شغلت الإعلام العالمي لشهور، كانت قد ألهمت الكاتب الإسباني نيكولاس كاستيلو ليؤلف كتابه “إسمي أدو”، الذي يحكي فيه بأسلوب شاعري مؤثر قصته منذ قدومه من الكوت ديفوار، مروراً بمُقامه لدى العصابة المغربية متحيناً الفرصة للتسلل إلى سبتة، وبإيجاده وسط حقيبة السفر من طرف رجال الجمارك بسبتة، ليختمها بالظروف التي واكبت تمكنه من العبور إلى فرنسا والالتحاق بوالده هناك.