مسرحيون بطنجة يناقشون واقع ممارسة فنون الدمى في المغرب

29 ديسمبر, 2018

أجمع المشاركون في مائدة مستدير، نظمتها “جمعية طنجة بوابة إفريقيا”، صباح اليوم (السبت)، لمناقشة واقع وآفاق ممارسة فنون الدمى بالمغرب، على أهمية هذا الفن ودوره في تنمية وتطوير الوظائف العقلية العليا للناشئة، خاصة ما يتعلق بالذكاء والتصور والتذكر، وكذا غرس القيم الوطنية والدينية والجمالية في نفوس الأطفال وجعلها تتماشى مع روح العصر الحديث.

واعتبر كل المتدخلين، خلال هذا اللقاء المنظم في إطار فقرات مهرجان “دمى طنجة لفنون العرائس والأدائيات”، أن فن الدمى يبقى من الفنون التي تعمل على تطوير قدرات التصور والخيال لدى الطفل، حسب الموضوع الذي يتناوله النص المسرحي، خاصة  اذا تناول شخصيات خرافية وأسطورية، حيث يساهم ذلك في إمتاع الطفل والترفيه عنه وإثارة معارفه ووجدانه.

وركز المخرج السينمائي محمد لوزاني، أحد الممارسين لفن الدمى والعرائس بالمغرب، في مداخلته على أهمية التكوين العلمي في هذا المجال، الذي يتطلب اختيار الموضوعات بعناية فائقة وتحديد أهداف مسبقة حول مسرحية الدمى لجعلها تتلاءم مع جميع شرائح المجتمع، بالإضافة إلى اختيار الألوان المناسبة ودرجة الإضاءة وزاوية الالتقاط.

وقال لوزاني، إن “فن الكراكيز، الذي يعرف بالتربية الفرجوية، بالرغم من كونه قريبا جدا من اهتمامات الأطفال من الناحية الذهنية والوجدانية والحسية الحركية، يبقى هو الفن الوحيد الذي يبقى ملائما لجميع الطبقات الاجتماعية ومختلف الفئات العمرية، لكونه يعتمد على مشاهد درامية يتم تأزيم أحداثها بطريقة حركية ديناميكية، تجعل المتتبع ملزما بفك شفرات وضعيات الكراكيز وتحليل أبعادها .

واختم لوزاني، الذي سبق له أن مارس فن الدمى بفرنسا، حديثه بالتأكيد على ضرورة العمل الجماعي لنشره هذا الفن على أوسع نطاق، من أجل خلق الابتسامة على محيى الجمهور المتفرج، وذلك عبر قواليب فنية مبنية على الدراسة العلمية والاحترافية، بعيدا عن الفوضوية والارتجالية في إعداد العروض.

وكان رشيد أمحجور، مدير المهرجان، أعلن عن تأسيس نادي طنجة لممارسي فنون الدمى، وإحداث أندية لأصدقاء وممارسي فن الكراكيز في مدن مغربية مختلفة، من أجل تعميم ثقافة ممارسة هذا الفن وترسيخه عمليا في بلادنا، إلى جانب فسح المجال أمام كل الراغبين في اكتساب التكوين وممارسة الفنون الجميلة بصفة عامة، وذلك في أفق إحداث مكتب وطني لشبكة الأندية، كجهة تدافع عن كافة حقوق الممارسين لهذا الفن.

إيمان الحفيان (صحافية متدربة)

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*