أحالت فرقة محاربة الجريمة المعلوماتية، التابعة للمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بالعرائش، نهاية الأسبوع الماضي، مشتبها فيه متورط في اغتصاب قاصرات بالمدينة وتهديدهن بنشر صور إباحية لهن على شبكة التواصل الاجتماعي، على الوكيل العام لدى استئنافية طنجة، الذي أحاله بدوره على قاضي التحقيق بالمحكمة ذاتها لتعميق البحث معه وتكييف التهم الموجهة له قبل تقديمه أمام غرفة الجنايات الابتدائية لمحاكمته طبقا للقانون.
وعلمت “الشمال بريس”، أن قاضي التحقيق، أيد ملتمس النيابة العامة بمتابعة المتهم في حالة اعتقال، وأمر بوضعه تحت تدابير الحبس الاحتياطي بالسجن المحلي “سات فيلاج” بطنجة، بعد أن أجرى معه بحثا تمهيديا بناء على المحاضر المنجزة من قبل الضابطة القضائية بالعرائش، وقام بمواجهته بالضحيتين اللتين أكدتا كل التهم المنسوبة إليه، وأصرتا على متابعته قضائيا.
واعتقل المدعو (ع.م)، البالغ من العمر 34 سنة، بناء على شكاية تقدم بها ولي أمر الضحية الأولى، التي تبلغ من العمر 17 سنة، أكد فيها أن ابنته تتعرض للابتزاز من طرف شخص تعرفت عليه في المدة الأخيرة، وتعمد في لقاءاتهما تصويرها دون علمها وهما في أوضاع حميمية، ويعمل حاليا على ابتزازها ومطالبتها بتسليمه مبالغ مالية مقابل عدم نشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك”.
وأوضحت الضحية عند الاستماع إليها في محضر رسمي، أنها رضخت في البداية لمطالبه وسلمته مبالغ مالية حفاظا على سمعتها بالمدينة، لكن المتهم تمادى في مطالبه وظل يتلاعب بنفسيتها ويضغط عليها بأشكال مختلفة لإضعاف عزيمتها ومنحه مزيدا من الأموال، وهو ما أدخلها في دوامة من القلق الدائم وعدم الاستقرار النفسي، لتقرر في النهاية البوح بذلك لأسرتها وتسجيل شكاية ضده لدى المصالح الأمنية بالمدينة.
التحريات الأمنية والتقنية التي باشرتها خلية محاربة الجريمة المعلوماتية، مكنت من توقيف المعني بعد استدراجه عبر المشكية، وهو في حالة تلبس يتسلم مبلغ مالي عن طريق التهديد، إذ بعد تفتيش هاتفه الشخصي عثرت فيه على عدد من الصور الحساسة والخاصة بالمشتكية، وكذا دردشات خاصة توثق لعملية الابتزاز، ليتم تصفيده واقتياده إلى مقر الشرطة للبحث معه في الموضوع.
وبعد شيوع خبر إيقاف المتهم، تقدمت أمام المصالح الأمنية فتاة أخرى تعرضت لنفس الأساليب الإجرامية، إذ بمجرد رؤيته تعرفت عليه بسهولة وسردت للشرطة تفاصيل علاقتها مع المتهم، مؤكدة أنه صورها في وضعيات مختلفة أثناء ممارستها الجنس معه، وبدأ يخيرها بين دفع المال أو التشهير بها ونشر صورها على شبكة التواصل الاجتماعي، وهو جعلها تستجيب مرغمة لمطالبه المادية خوفا من الفضيحة.
وبحسب بلاغ أصدره فرع الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان بالعرائش، التي نصبت نفسها طرفا مدنيا لمؤازرة الضحيتين، فإنه من المحتمل أن تتقدم فتيات أخريات كن ضحية لهذا الشخص، الذي اختار أسلوب الابتزاز والتهديد لتنفيذ مخططاته الإجرامية باستخدام شبكات الاتصال الحديثة (غرف الدردشة، رسائل الوسائط المتعددة والبريد الإلكتروني …)، وذلك لإشباع غريزته الجنسية وكسب المال بطرق غير مشروعة.