إحراق جثامين المسلمين ضحايا جائحة “كوفيد 19” يثير جذلا باسبانيا

إحراق جثامين المسلمين ضحايا جائحة “كوفيد 19” يثير جذلا باسبانيا

2 أبريل, 2020

فندت المفوضية الإسلامية بالعاصمة الإسبانية مدريد، كل الأخبار الرائجة حول حرق جثامين المسلمين من ضحايا جائحة فيروس “كوفيد 19″، واعتبرتها “أخبار زائفة وإشاعات مضللة”، لأنها تخالف قانون حرية المعتقد بإسبانيا وتتنافى مع اتفاق التعاون لسنة 1992، الذي يرخص للمسلمين بدفن موتاهم بالأراضي الاسبانية بحسب شريعتهم ومعتقداتهم الدينية.

وأوضحت المفوضية، في بلاغ اصدرته اخيرا، أن وزارة الصحة الاسبانية غيرت، في هذه الأوقات الصعبة المرتبطة بجائحة فيروس كورونا، بعض القوانين والقواعد المتعلقة بالدفن وطريقة إحياء الاحتفالات الدينية والمراسم الجنائزية المدنية، بما يتوافق مع حالة الطوارئ الصحية، التي فرضتها السلطات المركزية مؤقتا بكل مناطق البلاد لغاية 11 أبريل الجاري للحد من تفشي الوباء.

وقالت المفوضية، إنه “بعد الاتصال بموظفي شركات نقل أموات المسلمين، وبالمسؤولين عن هذا القطاع في مدريد، لا يسعنا إلا أن نعلن أنه بعد إعلان حالة الطوارئ الصحية بإسبانيا، أصبحت إجراء الدفن يجب أن لا تتعدى مدة 24 ساعة بعد التحقق من الوفاة، ولا يحضر مراسيم التشييع والدفن إلا ثلاث أشخاص من الأسرة أو العائلة بالإضافة إلى الإمام، بالإضافة إلى عدم السماح بغسل الميت تفاديا لنقل عدوى جائحة كورونا”.

واختتم البلاغ بالقول إنه “ما عدى ذلك، فالدفن أو الحرق أو إهداء الجثة للدراسات العلمية، هي أمور تتعلق بوصية الميت أو برغبة ورثته، وعليه، فإن الحرق بالنسبة للمسلمين لا يحصل رغما عن رغبتهم”.

ووسط تزايد أعداد الوفيات في إسبانيا، خاصة في مدريد، التي تعتبر البؤرة الرئيسية لانتشار الوباء ويسجل بها ما لا يقل عن 150 حالة وفاة يوميا، أطلقت فعاليات مغربية نداء استغاثة للسلطات الاسبانية والإدارات الجهوية بتخصيص بقع أرضية للمقابر الإسلامية طبقا لما يضمنه قانون التعاون السالف الذكر، حتى يكون المسلمون قريبين من موتاهم شأنهم شأن سائر المواطنين الاسبان، مبرزين أن عدد من الجهات، مثل غاليثيا وكاستيا لا مانشا وأستورياس وكانتابريا، لا توجد بها مقابر مخصصة لدفن المسلمين، فيما أوشكت الأماكن المخصصة للدفن بإقليم كاتالونيا على النفاذ، ولم يعد بها حاليا سوى 35 قبرا لجالية مسلمة تقدر بـ 500 ألف شخص.

يذكر، أن اتحاد الجمعيات الإسلامية في إقليم كاتالونيا الإسباني، أطلق نهاية الأسبوع الماضي، حملة لجمع التبرعات من أجل شراء قبر لمواطن مغربي توفي متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد، بعدما تعذر دفنه بسبب غلاء أسعار الدفن التي تصل إلى 7 آلاف أورو (أزيد من 7 ملايين سنتيم)، بالإضافة إلى ألفي أورو مصاريف شركة الدفن.

المختار الرمشي (الصباح)

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*