حجزت عناصر الجمارك المكلفة بالفحص بالسكانير ومكافحة المخدرات بميناء طنجة المتوسط، أمس (الخميس)، كمية قياسية من المخدرات وصل وزنها إلى 26 طنا من مسحوق قنب الهندي “الشيرا”، وضبطتها على متن مقطورة موصولة بشاحنة للنقل الدولي، كان سائقها يتأهب لمغادرة التراب المغربي على متن رحلة بحرية متوجهة إلى ميناء الجزيرة الخضراء بجنوب إسبانيا.

وأفاد مصدر جمركي، أن اكتشاف هذه الكمية من المخدرات، جاء بعد أن حامت الشكوك حول وثائق مزورة تقدم بها سائق شاحنة مرقمة بالمغرب، الذي كان بصدد إتمام الإجراءات الاعتيادية لمغادرة الميناء المتوسطي، ليتم إحالة الشاحنة على الفرق المكلفة بمكافحة المخدرات، التي أخضعت المقطورة للمراقبة عبر جهاز السكانير، حيث أبانت الصور عن وجود أجسام غير متطابقة مع الحمولة المدلى بها، ليتأكد بعد تفتيشها يدويا أنها عبارة عن صفائح من الكيف المعالج (الشيرا)، التي عمل المهربون على لفها بواسطة مادة بلاستيكية ودسها وسط علب كرطونية تحمل أرقاما وعلامات مختلفة، وهي علامات عادة ما يضعها المهربون على بضاعتهم للتفريق بين الجيدة والرديئة.

ولم تتمكن  العناصر الأمنية من اعتقال سائق الشاحنة، وهو مغربي الجنسية، الذي تمكن من الانسلال والفرار إلى وجهة مجهولة بعد أن تأكد من اكتشاف أمره، إذ من المنظر أن تفتح المصالح الولائية للشرطة القضائية بطنجة تحقيقا حول الظروف والملابسات المحيطة بهذه العملية النوعية، لمعرفة الجهات التي كانت وراءها حتى يتم توقيف جميع الأشخاص الذين يحتمل ارتباطهم بهذه القضية، وذلك بالاعتماد على الأشرطة المسجلة بواسطة كاميرات المراقبة المبثوثة بداخل الميناء، لا سيما أن المقطورة ظلت أزيد من 48 ساعة وهي مركونة داخل الميناء تنتظر الوقت المناسب للعبور نحو الأراضي الأوربية.

وتعتقد المصادر ذاتها، أن المخدرات المحجوزة شحنت بمنطقة بضواحي طنجة، وكان المهربون يعتزمون العبور بها باستخدام شاحنتين لهما نفس المواصفات وتحملان معا نفس الوثائق ولوحات الترقيم، الأولى فارغة أو محملة ببضاعة سليمة تستخدم للتمويه، فيما تكون الثانية معبأة بالمخدرات وتستغل وثائق الشاحنة الأولى عند خضوعها للإجراءات الأمنية والجمركية، للتملص من التفتيش والمراقبة بواسطة “السكانير”، وهي من الحيل الاحترافية التي أضحى المهربون وتجار الحشيش يستعملونها في الآونة الأخيرة لخدع العناصر المكلفة بالتفتيش، لاسيما أن الميناء يتوفر على أجهزة “سكانير” متطورة من الجيل الجديد، التي تتوفر على تقنيات حديثة في مجال الفحص بالأشعة.

المختار الرمشي (الصباح)