طنجة.. أوراش مفتوحة وآفاق تنموية واعدة

طنجة.. أوراش مفتوحة وآفاق تنموية واعدة

ميناء ضخم وطرق سيارة وقطار فائق السرعة ومشروع مدينة ذكية “طنجة تيك”

21 أغسطس, 2020

حافظت مدينة طنجة، خلال العقدين الماضيين، على وتيرة نمو سريعة جعلت منها قطبا رائدا في مجال التنمية المستدامة على المستويين الجهوي والوطني، وبوابة أولى للقارة الإفريقية نحو أوروبا والعالم.

فمند أن اعتلى الملك محمد السادس سدة الحكم، في سنة 1999، خلفا لوالده الحسن الثاني رحمه الله، شهد عاصمة البوغاز تحولا جذريا تجسد على أرض الواقع بأوراش بنيوية كبرى همت مجالات النقل والصناعة وقطاع الخدمات اللوجستية، ومشاريع مهيكلة أعطت دفعة قوية للإقلاع الاقتصادي بالمنطقة، لاسيما مشروعي ميناء “طنجة المتوسط” وميناء طنجة الترفيهي، وكذا مشروع القطار فائق السرعة، وهي مشاريع جعلت من المدينة وجهة مفضلة للإقامة والسياحة والاستثمار…

طنجة المتوسط.. جسر إفريقيا نحو العالم

ميناء طنجة المتوسطي من ضمن المشاريع الاقتصادية العملاقة التي أشرف على إطلاقها الملك محمد السادس في بداياته توليه العرش، حيث أعطى سنة 2003 انطلاق أشغاله وأشرف على افتتاحه رسميا في عام 2007 بتدشينه الرصيف الأول للحاويات، حيث تمكن، بعد 7 سنوات فقط، بلوغ مواقع ريادية على الصعيدين القاري والدولي، وصنف كأكبر ميناء في إفريقيا من حيث حجم الحاويات، والأول متوسطيا من حيث الطاقة الاستيعابية، والـ 45 على المستوى العالمي من بين 500 ميناء دولي.

وشهد الميناء عدة توسعات كان آخرها افتتاح  ميناء “طنجة المتوسط 2″، بعد عمل استمر نحو 9 سنوات وخصصت له استثمارات بقيمة 1.3 مليار يورو، ليصبح أكبر ميناء في إفريقيا بحجم مناولة سنوية تقدر بـ 3.5 مليون حاوية، وبطاقة استيعابية تقدر بـ 52 مليون طن، ليتبوأ بذلك المغرب عرش موانئ البحر الأبيض المتوسط، بعد التفوق على مينائي الاسبانيين، الجزيرة الخضراء وفالنسيا، من حيث طاقة استيعاب الحاويات واجتذاب الاستثمار والصناعات التحويلية، بالإضافة إلى كونه أصبح عبارة عن منصة لوجستية وصناعية متكاملة، متصلة بشبكة نقل متعددة الوسائط، من خطوط سكك حديدية وطرق سريعة، من أجل نقل البضائع والركاب إلى كافة المناطق الاقتصادية بالمملكة.

طنجة تيك.. أول مدينة ذكية بإفريقيا

مدينة محمد السادس لطنجة التكنولوجية “طنجة تيك”، هي مشروع مدينة مستقبلية وصفتها عدة محطات إعلامية بـ “شنغاي المغرب”، وتدخل ضمن الدول التي يشملها المشروع الصيني “طريق الحرير”، الذي تعتزم بيكين من خلاله “تشبيك” العديد من الدول بطرق بحرية وبرية وسكك حديدية ومناطق صناعية كبرى تستهدف ثلث سكان العالم، لإدماجهم في اقتصاد “شبه موحد”.

فبعد انسحاب مجموعة “هايتي” الصينية بشكل كلي من مشروع “طنجة تيك” لعدم قدرتها على الاستثمار فيه، دخلت الدولة الصينية على الخط وأصبحت المستثمر الرئيسي في المشروع من خلال شركة تابعة للحكومة الصينية، رفقة “بنك أوف أفريكا” لعثمان بنجلون، وجهة طنجة تطوان الحسيمة، إذ ينتظر أن يقوم رئيس جمهور الصين الشعبية، شي جين بينغ، بزيارة إلى المغرب من أجل التدشين الرسمي لمشروع “طنجة تيك” رفقة الملك محمد السادس.

وستقام مدينة “طنجة تيك”، حسب النسخة الأولى للاتفاقية، بمنطقة عين الدالية ضواحي طنجة، على مساحة 2000 هكتار، لتصبح، بعد عشر سنوات من الانجاز، أحدث مدينة دولية ذكية بالقارة الإفريقية، يندمج فيها المعطى الإيكولوجي والسكن والصناعة وحيوية الابتكار، وتستقر فيها شركات صينية بارزة تعمل في قطاعات مختلفة، ستوفر مائة ألف منصب شغل جديد، وستتيح فرصا في السوق الإفريقية لأكثر من 1.2 مليار مستهلك.

الصناعة والاقتصاد .. قاطرة النمو

بعد تسجيل متوسط معدل نمو سنوي يناهز 4,6 في المائة منذ عام 2010، ارتفعت مساهمة الجهة، حسب الأرقام الرسمية الأخيرة، إلى 8,6 في المائة من الناتج المحلي الخام، كما صارت ثاني أكبر جهة مساهمة في سلسلة إحداث القيمة المضافة الصناعية.

ويعتبر قطاع الخدمات أهم نشاط اقتصادي على صعيد الجهة، بمساهمته بحوالي 55.2 في المائة من القيمة المضافة بالجهة، ويأتي في المقام الثاني قطاع الصناعة بمساهمة تصل إلى 33,5 في المائة.

وانعكست هذه المؤشرات الاقتصادية على المعيش اليومي للمواطنين، فمعدل البطالة أصبح لا يتعدى 7.8 في المائة، في حين يناهز على المستوى الوطني 9.6 في المائة، كما أن معدل الفقر بالجهة (2,6 في المائة) يعتبر أقل من المعدل الوطني (4.85 في المائة)، وإن كانت هذه المؤشرات متباينة بين عمالتي وأقاليم الجهة.

المختار الرمشي (الصباح)

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*