صاحب مصنع طنجة يواجه تهما ثقيلة

صاحب مصنع طنجة يواجه تهما ثقيلة

وجهت له تهمة القتل الخطأ والجروح غير العمدية ومخالفات تتعلق بمدونة الشغل

18 فبراير, 2021

أحالت ضباط الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أول أمس (الاربعاءالمسؤول القانوني على وحدة صناعية للنسيج بطنجة، التي غمرتها مياه الأمطار فجأة، الأسبوع الماضي، وتسببت في وفاة 28 عاملا وعاملة، على أنظار الوكيل العام باستئنافية المدينة، الذي قرر، في تطور مفاجئ، إحالة القضية على النيابة العامة بابتدائية المدينة لعلة عدم الاختصاص.

وأفاد مصدر قضائي موثوق، أن وكيل الملك بالابتدائية المذكورة، أحال بدوره المشتبه فيه على قاضي التحقيق بالقطب الجنحي بالمحكمة ذاتها، الذي أمر بإيداعه السجن المحلي والاحتفاظ به رهن الاعتقال الاحتياطي على ذمة التحقيق، وذلك بعد أن أجرى معه بحثا تمهيديا بناء على المحاضر المنجزة من قبل الفرقة الوطنية، التي أوكل إليها البحث في هذه القضية، وتبث له تورطه في تهم تتعلق بـ “القتل الخطأ والجروح غير العمدية وخرق مقتضيات قانون الطوارئ الصحية وفتح مقاولة بدون ترخيص مع عدم مراعاة شروط الصحة والسلامة داخل المقاولة”.

كما حدد قاضي التحقيق، تاريخ 9 مارس القادم موعدا لبداية جلسات الاستنطاق التفصيلي حول هذه القضية، إذ ينتظر أن يتم الاستماع كذلك إلى عدد من المسؤولين لدى السلطتين المحلية والمنتخبة، وكذا ممثل شركة “أمانديس” المفوض لها تدبير الماء والكهرباء وتطهير السائل، بالإضافة إلى العمال الـ 17 الذين نجوا من الغرق وعائلات ضحايا الفاجعة، وذلك لتكييف التهم الموجهة إليه قبل عرضه على أنظار العدالة لمحاكمته طبقا للقانون.

وبهذا القرار، يكون قاضي التحقيق، قد أيد ملتمس النيابة العامة، التي سبق لها أن طالبت بإجراء بحث دقيق في مواجهة المسؤول القانوني على الوحدة الصناعية المذكورة، المدعو (ع.ي)، 33 سنة، والتحقيق معه حول ظروف وملابسات فاجعة “الاثنين الأسود”، حيث أوكلت القضية لضباط الفرقة الوطنية للشرطة القضائية المركزية، الذين أعدوا تقريرا يضم أقوال وتصريحات كل الأطراف والجهات المعنية بالحادث، وقدموه أمام النيابة العامة المختصة لتحديد المسؤوليات واتخاذ المتعين.

وعاشت طنجة، الاثنين الماضي (7 فبراير الجاري)، يوما حزينا شيعت خلاله جثث 28 شاب وشابة (19 فتاة و9 رجال)، الذين لقوا حتفهم غرقا داخل وحدة صناعية متخصصة في إنتاج الملابس وأقمصة ماركات عالمية، يقع مقرها بمرآب تحت أرضي بإحدى الفيلات السكنية الواقعة بمنطقة البرانص وسط المدينة، بعد أن غمرتها مياه أمطار غزيرة وسيول تسربت بكميات كبيرة، ليجد حوالي 45 عاملا وعاملة أنفسهم محاصرين في فضاء مغلق لا يتوفر على أي منفذ إغاثة، ما أدى، في وقت وجيز، إلى مصرع أغلبهم غرقا، فيما نجا 17 آخرين بأعجوبة من موت محقق.

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*