دراسة تؤكد وجود علاقة بين الهدر المدرسي وزراعة القنب بشمال الممكلة

دراسة تؤكد وجود علاقة بين الهدر المدرسي وزراعة القنب بشمال الممكلة

22 أغسطس, 2021

في شمال المغرب، تؤثر زراعة القنب، إضافة إلى عوامل أخرى، بشكل مباشر على تعليم التلاميذ الصغار، الذين يقررون ترك المدرسة لإعالة أسرهم أو لكسب المال، وفقا لدراسة قام بها باحثان من جامعة عبد المالك السعدي.

في المناطق القروية المغربية، تزيد البطالة عن المعدل الوطني، مع تسجيل ضعف كبير في الوصول إلى الخدمات الأساسية، الأمر الذي يجبر الشباب على ترك المدرسة في وقت مبكر جدًا للبحث عن عمل.

ويوجد هذا المشكل بشكل أكثر في المناطق القروية المعروفة بزراعة القنب في شمال البلاد، حيث يعتبر هذا النشاط جذابا للتلاميذ الذين يغادرون المدرسة من أجل كسب لقمة العيش عبر العمل في حقول القنب.

وأكدت دراسة أجراها ياسين مقلش وعبد الرحمن المرزوقي من كلية العلوم بتطوان التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، بالتعاون مع المدرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بشفشاون، وهمت أربع جماعات قروية هي السطيحات، وبني بوزرا، وبني منصور وبني سلمان التي تنتمي جميعها إلى قبيلة غمارة، وجود صلة بين الهدر المدرسي وزراعة القنب. 

وأجرى الباحثان مقابلات نوعية وكمية، ووجدا أن غالبية أولياء أمور تلاميذ المنطقة يعملون في الفلاحة “الفلاحين” (44٪) ثم في الصيد (23٪).

يوضح توزيع التلاميذ وفقًا للدرجات التي تم الحصول عليها والمعبر عنها بنقط المعدلات السنوية أن أكثر من نصف التلاميذ (52٪) لديهم معدل أكبر من 10. من بينهم 36٪ لديهم درجة ما بين 10 و 12. من ناحية أخرى ، 48٪ لديهم معدل أقل من 10 ، من بينهم 29٪ لديهم  معدل  بين 08 و 10 تقريبًا ، بينما 19٪ لديهم معدل أقل من 8.

وبخصوص “آراء السكان المحليين (الآباء وغيرهم من البالغين والشباب في سن المدرسة) حول مشاكل التعليم في منطقة الدراسة”، جاء في الدراسة أن “الأشخاص الذين تم استجوابهم يتحدثون عن ثلاثة جوانب أساسية: الافتقار إلى البنية التحتية التعليمية، ونقص الموارد البشرية (الأساتذة)، وعدم مشاركة السلطات”.

وعلى الرغم من أنهم يعتبرون “استمرار تعليم التلاميذ أمرًا ضروريًا”، أشار المشاركون في الاستطلاع إلى العديد من المشاكل، مثل الوصول إلى المدارس وصعوبة تجاوز مرحلة التعليم الابتدائي. كما أنها تثير “الحاجة إلى العمالة في الحقول العائلية” خاصة للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 13 عامًا. وتشير الدراسة إلى أنه “في هذه الحالة، يلعب الأطفال دورًا مهما في العناية الخاصة بمزارع القنب ونموها”.

كما تتميز المنطقة المدروسة بحسب الدراسة بـ”اتجاه عام يهمش التعليم بسبب نتائج غير مؤكدة بعد التخرج”، مضيفة أن “هذا التصور الثقافي السلبي تجاه التعليم للأسف يشجع التلاميذ على فقدان الثقة في المدرسة وتركها في أقرب وقت ممكن لكسب المال من خلال العمل في مجال الحشيش”.

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*