أحالت فرقة محاربة الجريمة المعلوماتية، التابعة للشرطة القضائية بولاية أمن طنجة، نهاية الأسبوع الماضي، على وكيل الملك لدى ابتدائية المدينة، 3 جانحين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة، للاشتباه في تورطهم في قضية تتعلق بالإخلال بالحياء العلني والتحرش الجنسي بفتاة بالشارع العام، في واقعة مشابهة شهدتها المدينة، الشهر الماضي (شتنبر)، وخلفت موجة من الغضب والاستنكار البالغين في صفوف شريحة واسعة من سكان المدينة وبين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وأفاد مصدر قضائي موثوق، أن وكيل الملك قرر، بعد إطلاعه على حيثيات الواقعة، إسقاط التهم عن اثنين من الموقوفين، وأمر بإيداع الثالث بمركز حماية الطفولة إلى حين مثوله، خلال الأسبوع الجاري، أمام القاضي المكلف بالأحداث، من أجل البث في التهم المنسوبة، وتتعلق بـ “التحرش الجنسى بفضاء عمومي والإخلال العلني بالحياء والمساس بأمن وسلامة المواطنين”، وهي تهم منصوص عليها وعلى عقوبتها بالقانون المغربي المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء، الذي دخل حيز التنفيذ في سبتمبر من عام 2018، ويعاقب فاعله بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وغرامة من ألفين إلى عشرة آلاف درهم أو بإحدى العقوبتين.
وكشف مصدر أمني، أن المعنيين، جرى إيقافهم بناء على مقطع فيديو تم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي وعدد من المنابر الإعلامية المحلية والوطنية، يوثق لتعرض فتاة للتحرش العلني في الشارع العام، حيث أقدم ثلاثة قاصرين على التربص بفتاة ترتدي تنورة قصيرة كانت رفقة شخص آخر يتجولان بكورنيش المدينة، قبل أن يقوم أحدهم بتعريتها وسط حشد من الناس، قبل أن يفروا هاربين تاركين الفتاة في حالة من الرعب والهلع، بينما كان أحد المعتدين يقوم بتوثيق الواقعة بواسطة هاتف نقال.
إثره، تفاعلت مصالح ولاية أمن طنجة، مع شريط فيديو المتداول، حيث مكنت الأبحاث الميدانية والتحريات التقنية المنجزة على ضوء هذا المحتوى الرقمي المنشور من تشخيص هوية مرتكبي هذه الأفعال الإجرامية، لتلتحق دورة أمنية بمكان الواقعة، وعملت على توقيف المشتبه فيهم الثلاثة، الذين ضبطوا في حالة غير طبيعية، حيث جرى الاحتفاظ بهم تحت تدبير المراقبة الشرطية على خلفية البحث القضائي الذي تجريه فرقة الأحداث التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
وتعيد هذه الحادثة، وقائع مماثلة شهدها حي “بوخالف” بنفس المدينة، عندما أقدم جانح على ملاحقة فتاة والتحرش بها بالشارع العام، قبل أن يرفع فستانها من الخلف ويقوم بضرب مؤخرتها، موثقا المشهد بكاميرا هاتف أحد أصدقائه، الذي عمل، بمشاركة شخصين آخرين، على نشر الواقعة على شبكة التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الفوري، وهي واقعة خلفت غضبا واستنكارا وسط نشطاء العالم الأزرق، الذين طالبوا بإيقاف مرتكبي هذه الأفعال الإجرامية ومحاسبتهم طبقا للقانون.