ارتفاع جنوني للأسعار يرهق سكان مدينة طنجة

ارتفاع جنوني للأسعار يرهق سكان مدينة طنجة

26 نوفمبر, 2021

يعيش سكان مدينة طنجة، خلال الأيام الأخيرة، حالة من الغليان والتذمر والإحباط، نتيجة الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك، خصوصا لدى المواطنين الذين يعانون من الهشاشة والعوز، وتضرروا من تداعيات أزمة كورونا، التي أفقدت العديد منهم وظائفهم وقلصت من مداخيلهم البسيطة أصلا، وأصبحوا قاب قوسين من رفع الراية البيضاء، تعبيرا عن عجزهم تأمين لقمة عيشهم من أجل البقاء.

وعرفت جل السلع والمواد الغذائية الأساسية بطنجة، بما فيها الدقيق والقطاني والخضر واللحوم والسمك والفواكه بمختلف أنواعها، منذ أزيد من ثلاثة أشهر، ارتفاعا غير مسبوق، إذ تكفي جولة قصيرة في مختلف فضاءات التسويق، للوقوف على أسعار صاروخية تصل إلى 50% في بعض المواد الاستهلاكية الأساسية، ما أدى إلى تدهور الأحوال المعيشية لشريحة واسعة من الأسر المعوزة، التي تستقر في الأحياء الهامشية بالمدينة، وأدى من جهة أخرى إلى تفشي العديد من الانحرافات الاجتماعية السلبية كالتسول والنشل والسرقة…

وتسببت الزيادات المتتالية، في مواجهات واصطدامات عنيفة بين المواطنين وأصحاب محالات البقالة، الذين وجدوا أنفسهم في مأزق لا يحسدون عليه، حيث أكد أحدهم أنهم تفاجأوا، في الأسابيع الأخيرة، مثل باقي المواطنين، بارتفاع جل المواد الأساسية بدون سابق إنذار، مبرزا أن هذه الزيادات طبق أغلبها مباشرة بعد الانتخابات، وهمت الدقيق بكل أنواعه، والزيوت العادية والنباتية، وكذا القطنيات كالعدس والفاصولياء الجافة “اللوبيا” والحمص، التي تعرف استهلاكا كبيرا من طرف الفقراء ومحدودي الدخل، فضلا عن الزبدة والمواد التي تدخل في صناعة العجائن، التي ارتفعت أسعارها وأضحى اقتناؤها من الفئة الهشة مكلفا، حيث أصبحت من ضمن المواد الثانوية بعدما كانت من الأساسيات.

بدوره، عبر عبد السلام، وهو بائع للخضر بالتقسيط بسوق المصلى، عن امتعاضه من الزيادة التي تحدث كل أسبوع في جميع أنواع الخضر وتضعهم في مأزق كبير مع الزبناء، مؤكدا أن ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية مصدرها سوق الجملة للخضر ومزوديه، الذين أحرقوا جيوب المستهلكين من الفئة الهشة من المجتمع، مشيرا إلى أن الأسعار ارتفعت في الشهور الأخيرة مابين درهمين وثلاثة دراهم للكيلو الواحد، بالنسبة لعدد من الخضر كالبطاطس والطماطم والجزر والفلفل… وهو أمر غير مقبول، يقول عبد السلام.

ولم يمتلك نفسه رجل مسن كان يتابع الحديث من الخلف، فتدخل بحرقة موضحا أن الزيادات الأخيرة لا تمثل شيئا بالنسبة للأغنياء، بل تمس بالدرجة الأولى من سماهم بـ “الدراوش” مضيفا بتهكم “النعناع وحده لا يزال في المتناول، وهو ما سيسمح لنا على الأقل بتحضير وجبة الخبز والشاي”.

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*