كشفت مصادر موثوقة لـ”الشمال بريس”، أن نجاح عملية حجز 12 طن من مخدر الشيرا التي ضبطت أمس الاثنين بضواحي طنجة، مرتبط باستثمار معلومات توصلت بها مصالح الدرك الملكي، تفيد بأن شبكة إجرامية متخصصة في التهريب الدولي للمخدرات تستعد لعملية نقل كمية من الحشيش من ضيعة بضواحي مدينة أكادير نحو مستودع سري بالمنطقة الشمالية.

وأضافت المصادر، أن الكمية المحجوزة، التي ضبطت على متن شاحنة لنقل البضائع، كان السائق يعتزم تسليمها إلى مهربين آخرين للعبور بها نحو الضفة الأخرى عبر ميناء طنجة المتوسطي على متن شاحنة للنقل الدولي أو بواسطة الزوارق النفاتة.

وبناء عليه، تضيف المصادر، قامت دورية للدرك بنصب كمين محكم بالطريق الإقليمية رقم 4603 بالقرب من جماعة حد الغربية، بالضاحية الجنوبية لمدينة طنجة، وهي من المحاور الطرقية الأكثر استعمالا لدى عدد من تجار المخدرات والسلع المهربة، وظلت تراقب الطريق إلى أن أنجزت المهمة وتمكنت من ضبط الشاحنة المبلغ عنها، وعلى متنها 428 رزمة بلاستيكية تحتوي على صفائح من الكيف المعالج “الشيرا”، تزن كل واحدة منها حوالي 30 كيلوغراما، أي ما مجموعه 12 طنا من الحشيش، ليتم إيقاف سائق الشاحنة، الذي استسلم لعناصر الدرك دون أي مقاومة تذكر.

وبعد إخطار النيابة العامة المختصة بالموضوع، تم قطر الشاحنة وحمولتها إلى المركز القضائي التابع للقيادة الجهوية للدرك الملكي بالمدينة، فيما وضع السائق المعتقل تحت الحراسة النظرية من أجل تعميق البحث معه لتحديد الوجهة التي كانت ستصلها هذه الكمية الهامة من المخدرات، ومعرفة شركائه والأطراف المتورطة في هذه العملية الدولية، من أجل القبض عليهم وعرضه على أنظار العدالة.

وبناء على معلومات حصلت عليها “الشمال بريس”، فإن التحقيقات الأولية التي أجرتها مصالح الدرك مع السائق الموقوف، كشفت عن هوية متورطين في هذه العملية الضخمة، لتقوم فرقة من الدرك الملكي بالتنقل إلى شقتين بوسط المدينة، الأولى تتواجد بمنطقة “إيبيريا” والثانية بحي السوريين، وعملت على اقتحامها لتعثر بالأولى على مبلغ مالي كبير قدرته المصادر بأزيد من 6 ملايير سنتيم من العملة الوطنية والعملة الصعبة (الأورو)، حيث تم نقل المبلغ إلى مركز الدرك في أكياس تحت حراسة مشددة.

وينتظر أن توضع جميع المحجوزات (المخدرات والشاحنة والمبلغ المالي)، رهن إشارة الوكيل العام لدى استئنافية المدينة، وفتح تحقيق في القضية لمعرفة الأطراف المتورطة هذه العملية الضخمة.