المركز الاجتماعي التربوي للمكفوفين بالقصر الكبير، بنية من الجيل الجديد للإدماج السوسيواقتصادي

المركز الاجتماعي التربوي للمكفوفين بالقصر الكبير، بنية من الجيل الجديد للإدماج السوسيواقتصادي

30 مايو, 2023

يعد المركز الاجتماعي التربوي للمكفوفين وضعاف البصر بالقصر الكبير، الذي افتتح مؤخرا، بنية من الجيل الجديد للإدماج الاقتصادي والاجتماعي لهذه الشريحة من المواطنين.

ويتوفر المركز، الواقع بقلب مدينة القصر الكبير، على مرافق تربوية واجتماعية ومهنية تساعد على تنمية مهارات المكفوفين وضعاف البصر بغاية أسمى تتمثل في تحقيق الإدماج الفعلي لهؤلاء الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وجعلهم مواطنين فاعلين في المجتمع المحلي.

ويعتبر المشروع ثمرة شراكة بين عمالة إقليم العرائش، من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وجماعة القصر الكبير، والمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب، وهو من المشاريع البارزة ضمن المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ولاسيما البرنامج الثاني المتعلق بمواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة.

في هذا السياق، قال رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم العرائش، عثمان تايمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ولقناتها الإخبارية M24، إن انطلاقة المركز أعطيت بالتزامن مع تخليد الذكرى الثامنة عشرة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مبرزا أنه يأتي ضمن تنزيل البرنامج الثاني من المبادرة الوطنية المتعلق بمواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة.

وأضاف المسؤول أن المركز، الذي تطلب إنجازه ميزانية تقدر ب 4,4 مليون درهم في إطار شراكة بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية والمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين وضعاف البصر وجماعة القصر الكبير، يستهدف فئة من الناس تشكل محور تدخل وعناية من المبادرة الوطنية، أي ذوي الاحتياجات الخاصة ولاسيما المكفوفين، مشيرا إلى أن المركز يوفر ورشات ودروس الدعم للفئات المستهدفة لتمكينهم من الدمج الاجتماعي والاقتصادي.

بالفعل، فالمركز، الذي يضم ثلاثة طوابق، يمتد على وعاء عقاري يصل إلى 1270 مترا مربعا، من بينها 877 مترا مربعا مغطاة، وقد تطلب غلافا ماليا يفوق 4 ملايين و 445 ألف درهم، موزعة على 3 ملايين و 591 ألف درهم للبناء، و 504 ألف درهم للتجهيزات، و الباقي للتهيئة الخارجية والدراسات التقنية.

من جهته، أشار صلاح الدين السمار، الكاتب العام للمنظمة العلوية للمكفوفين بالمغرب، إلى أن هذه البنية الاجتماعية تعتبر من مراكز الجيل الجديد، التي تشرف على تسييرها المنظمة التي تأسست سنة 1967، وتعمل، تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الأميرة للا لمياء، على تنمية وإدماج الكفيف وفق عدة برامج أعدتها لهذا الغرض.

وتابع بأن المنظمة، منذ تأسيسها، كانت تولي اهتماما بشكل خاص لتعليم المكفوفين وضعاف البصر، لكن بعد المنجزات المحققة بهذا الخصوص، صارت تفكر في أنشطة موازية أخرى، ومن بينها إحداث المراكز الاجتماعية التربوية، مثل مركز القصر الكبير، الذي يقدم خدمات لجميع المكفوفين على مختلف مستوياتهم، لا التعلمية ولا السنية.

وسجل السيد السمار، في تصريح مماثل، أن المركز يشمل ثلاث فئات من المكفوفين وضعاف البصر، موضحا أن الفئة الأولى هي الأطفال المتمدرسين والذين تعمل المنظمة على مواكبتهم في التعليم في إطار الدمج المدرسي، إذ تعمل المنظمة على التكفل بالإقامة والتغذية في إطار النظام الداخلي، وتمدهم بالكتاب المدرسي ولوازم التعلم بصفة عامة، إلى جانب توفير النقل من المركز إلى المؤسسة التعليمية التي يتابعون دراستهم بها.

في السياق ذاته، تابع بأن الفئة الثانية المعنية بخدمات المركز هم الشباب الذين انقطعوا عن الدراسة أو الذين لم يسبق لهم بتاتا التمدرس، حيث يستفيد هؤلاء من ورشات في سلك الإنقاذ بالنسبة للذين انقطعوا عن الدراسة، وورشات أخرى كالموسيقى والمسرح والتربية الاجتماعية وغيرها، مضيفا أن الفئة الثالثة هي فئة المسنين، والذين تعمل المنظمة على تكوينهم في حرف تناسبهم وتلائمهم ثم تساعدهم على إحداث تعاونيات إنتاجية، تمول المنظمة إحداثها وتجهيزها وتسييرها لمدة سنة، على أساس أن يوجه الدخل لفائدة المكفوفين لتمكينهم من تحقيق مدخول ذاتي يضمن لهم الحياة الكريمة.

ويتوفر المركز، الذي للمنظمة مثيلان له بآيت باها وسلا، على قاعات للدراسة والتكوين ومحو الأمية للكبار وورشات للصناعة التقليدية والأعمال اليدوية والإعلاميات والموسيقى، إلى جانب مساكن التلاميذ وقاعة للاجتماعات ومرافق إدارية وصحية ومطبخ.

ويعول على المركز، بفضل تعبئة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وشركائها والخبرة التي راكمتها المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين، أن يشكل منارة تضيء طريق هذه الفئة من المواطنين إدماج فعلي يضمن للمكفوفين وضعاف البصر، مسارا دراسيا ناجحا وإدماجا مهنيا يوفر حياة كريمة.

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*