سجلت عاصمة البوغاز، خلال السنوات الأخيرة، جرائم متعددة تقمص دور البطولة فيها فتيات فضلن خلع عباءة أنوثتهن وانخرطن في سلوكات انحرافية لا تقل خطورة عن جرائم الرجال، من أجل الحصول على المال والثراء السريع دون أدنى تعب أو مجهود، وذلك بالانخراط في عصابات إجرامية خطيرة تعتمد على العنصر النسوي لتنفيذ مخططاتها، وتقوم على النصب واستدراج الضحايا الباحثين عن ممارسة “الجنس العابر”، إذ لا يكاد يمر شهرا دون سماع خبر توقيف عصابة تضم في عضويتها فتاة.
سرقة تنتهي بجريمة قتل
من بين الجرائم الخطيرة التي ظلت خيوطها غامضة لفترة طويلة، جريمة نفذها رجل وامرأة تربطهما علاقة غير شرعية، انتهت بجريمة قتل راح ضحيتها رجل أعمال خمسيني بمدينة طنجة، بعد تم استدراجه ليلا إلى خارج المدينة بخدعة ممارسة الجنس من أجل الاستيلاء على سيارته، إلا أن العملية انتهت بجريمة قتل بشعة.
وتوصلت المصالح الأمنية إلى فك خيوط هذه الجريمة، بعد تحريات وأبحاث متواصلة استعانت فيها بكل الوسائل التقنية والعلمية المتاحة، لتتمكن في الأخيرة من التوصل إلى تحديد هوية المتهم الرئيسي وشريكته، البالغين على التوالي 38 و30 سنة، واعتقلتهما بمدينة القصر الكبير، بعد أن باعا سيارة الهالك لشخص يملك محلا لبيع أجزاء السيارات المستعملة بنفس المدينة، الذي تم اعتقاله هو الآخر إلى جانب شخص رابع اشتغل كوسيط في القضية.
وكشفت التحقيقات أن الضنينان نفذا، قبل توقيفهما، عدة عمليات مماثلة، وتمكنا من السطو على عدد من السيارات وبيعها في مدن مختلفة، إلا أنه في العملية الأخيرة، لم ينصع الضحية لتهديداتهما وقاومهما مقاومة عنيفة قبل أن يضرباه على رأسه ثلاث ضربات قاتلة بواسطة مطرقة حديدية عجلت بوفاته، فقاما برميه على حافة الطريق والفرار بسيارته في تجاه مدينة القصر الكبير.
استدراج مهاجر
عصابة من نوع آخر تضع شروطا خاصة لتحديد الضحايا، وتختارهم من بين أفراد الجالية المغربية في الخارج، خاصة إذا كان المستهدف ميسورا ويتوفر على سيارة فاخرة، حيث يتم استدراجه من داخل حانة، بعد أن يقع في فخ إحدى فتيات العصابة، التي تعمل على إقناعه بالذهاب معها إلى مكان مظلمة لممارسة الجنس بعيدا عن الفنادق أو منازل مكتراة، إلا أن لحظات المتعة لا تستمر طويلا، عندما يجد الضحية نفسه محاصرا بأفراد العصابة، التي تباغته بواسطة كلب شرس وأسلحة بيضاء لسلبه ما يحمله من أموال، أو إرغامه على الفرار تاركا وراءه سيارته وهاتفه المحمول وكل ما يملكه.
ورغم خطورة العملية، لم يستطع أغلب الضحايا التبليغ عن العصابة، بل قاموا فقط بالتبليغ عن سرقة سياراتهم خوفا من “الشوهة”، قبل أن تكتشف المصالح الأمنية حقيقة الموضوع، وتورط المبلغين في تهم الدعارة والفساد، وذلك عند القبض على ثلاثة أفراد من هذه العصابة، من بينهم الفتاة، الذين اعترفوا بمخططاتهم وطريقة تنفيذها.
استدراج عون سلطة
ملف مثير للغاية فتحته، أخيرا، المصالح القضائية الاستئنافية بمدينة طنجة، يتعلق باستدراج عون سلطة عن طريق تطبيق “الواتساب”، من قبل فتاة تبلغ من العمر 21 سنة، التي تمكنت من استدراج عون سلطة في رتبة “مقدم” إلى مكان خال، بحجة أنها ترغب في قضاء بعض الأغراض الإدارية، لينتقل العون إلى المكان المتفق عليه على متن دراجته النارية، ليجد أمامه الفتاة ومعها شابان قام أحدهما برش “المقدم” ببخار الغاز المسيل للدموع، فيما قام الآخر بتعطيل دراجته، ليقوما بتفتيشه وسلبه هواتفه النقالة، فضلا عن مبلغ مالي حدد في خمسة آلاف درهم كانت بحوزته.
المعني قام بعد الاعتداء عليه بوضع شكاية في الموضوع لدى السلطات الأمنية، التي تمكنت من إيقاف الشابين، أحدهم تلميذ يتابع دراسته بالمدينة، في حين اختفت الفتاة المتهمة، ليتم تقديمهما أمام العدالة بتهمة تتعلق بتكوين عصابة إجرامية والسرقة، وحكمت عليهما بثلاث سنوات حبسا نافذا لكل واحد منهما، فيما برأت عون السلطة من تهمة الفساد، التي وجهتها له النيابة العامة.
المختار الرمشي (الصباح)