قلة الأمطار وانخفاض المخزون المائي ينذر بـ “أزمة ماء” في طنجة

قلة الأمطار وانخفاض المخزون المائي ينذر بـ “أزمة ماء” في طنجة

27 يناير, 2024

دخلت جهة طنجة تطوان الحسيمة، في السنوات الأخيرة، في أزمة ماء غير مسبوقة، بعد أن هوى المخزون المائي إلى أرقام مخيفة نتيجة تراجع نسب التساقطات المطرية لثلاث سنوات متتالية، ما كشف بالملموس أن أزمة ندرة الماء لم تعد حكرا على المناطق الجنوبية والشرقية، وأن الظمأ أصبح يهدد مدن الشمال، المعروفة بوفرة الأمطار والمياه السطحية والجوفية.

ووفقا للتقرير اليومي للمديرية العامة لهندسة المياه، التابعة لوزارة التجهيز والماء، فإن حجم المخزون المائي بسدود الجهة الشمالية، سجل، إلى حدود 9 يناير الجاري، عجزا يصل إلى 309 مليون متر مكعب مقارنة مع نفس اليوم من العام الماضي، إذ لم يتعد المخزون 667,5 مليون متر مكعب، بمعدل ملء عام يصل إلى 38.77%، مقابل 976,7 مليون متر مكعب ومعدل ملء يفوق 56,72%، في حين تبلغ الحقينة الإجمالية لسدود الجهة الشمالية 1721,7 مليون متر مكعب.

أما بخصوص المخزون المائي بالسدود المعنية بتوفير الماء الصالح للشرب لسكان طنجة والمناطق المجاورة، فقد بلغ بسد “دار خروفة”، الذي يدخل في منظومة الربط المائي لمدينة طنجة وبدأ استغلاله في سنة 2021، (بلغ) 68,9 مليون متر مكعب (14,3%)، مقابل 161,5 مليون متر مكعب (33,6 %) العام الماضي، بينما وصل بسد “9 أبريل” إلى 42,5 مليون متر مكعب (14,2%)، مقابل 58,6 مليون متر مكعب (19,5 %) العام الماضي، فيما بلغ المخزون سد “ابن بطوطة” إلى 8,2 مليون متر مكعب (28,1 %)، مقابل 16,2 مليون متر مكعب (55,6 %) العام الماضي.

سد “دار خروفة” لا يتجاوز مخزونه 68,9 مليون متر مكعب

وتؤكد هذه الأرقام المخيفة، أن مدن الشمال تقترب تدريجيا من وضعية الندرة القصوى للمياه، بل صارت مهددة بانعدام تام للماء، في حال استمرار انحباس المطر وتراجع حجم المياه السطحية والجوفية، إذ يخشى المتتبعون للشأن المحلي من دخول القطب الاقتصادي الثاني للمملكة في قوائم مدن العطش، خصوصا في فصل الصيف، الذي يتضاعف فيه عدد سكان المدينة بثلاث مرات ويعرف ارتفاعا في استهلاك المياه الصالحة للشرب.

ورغم اتجاه السلطات المحلية والجهوية بطنجة، إلى تعبئة الموارد المائية غير تقليدية، وتشييدها، بتعاون مع عدد من الشركاء، محطة متطورة لمعالجة المياه العادمة واستغلالها في سقي المناطق الخضراء وملاعب الغولف بهدف توفير حاجات الاستهلاك المنزلي وتغطية متطلبات الوحدات الصناعية من هذه المادة الحيوية، لازالت طنجة في حاجة إلى مضاعفة الجهود للخروج من هذه الأزمة الخانقة، لاسيما بعد أن سجلت السدود الكبرى بالجهة نسبة ملء منخفضة جدا لا تكفي لتغطية حاجيات كبريات حواضر الجهة، خاص مدينة طنجة، التي تشهد دينامية تنموية سريعة في جميع المجالات.

سد “9 أبريل” لا يتجاوز مخزونه 42,5 مليون متر مكعب

ومن أجل ضمان تزويد عاصمة الشمال بالماء الصالح للشرب، ينتظر أن يتم الشروع، خلال الأشهر القادمة، في إنجاز طريق مائي جديد تبلغ مسافته حوالي 70 كيلومتر، يربط حقينة سد واد المخازن بمنطقة أهل أسريف (إقليم العرائش) بحقينة سد “دار خروفة”، وذلك بعدما تعثر مشروع إنجاز محطة لتحلية المياه البحر بالمدينة لأسباب عديدة.

كما تتجه سلطات العمومية بطنجة لتفعيل “شرطة المياه”، التي سيناط بها مهمة مراقبة مختلف المرافق والمنشآت العمومية والخاصة، والتأكد من التزامها بتطبيق القرار العاملي المتعلق بإغلاق الحمامات التقليدية والعصرية SPA)) ومحلات غسل السيارات، ثلاثة أيام في الأسبوع، إلى جانب مراقبة التسربات المائية والعمل على معالجتها من أجل الحفاظ على المخزون المتوفر في انتظار تفعيل الحلول المقترحة لتجاوز هذه الأزمة.

المختار الرمشي (الصباح)

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*