على ضفاف المحيط الأطلسي، وعلى بعد حوالي عشرين كيلومترا شرق طنجة، تتواصل الأشغال لإنجاز المرحلة الثانية من المشروع الكبير المتعلق بمركز التدريب على عمليات الحظر البحري بسيدي قنقوش.
وتحت إشراف Seabees أو “كتائب البناء” وهي وحدة هندسة عسكرية تابعة للبحرية الأمريكية تأسست خلال الحرب العالمية الثانية، تتشكل هذه البنية التحتية الاستراتيجية داخل مدرسة الغوص البحرية الملكية المغربية.
يتمحور المشروع حول بنية تحتية متعددة الاستخدامات قادرة على إعادة إنتاج بيئات تدخل متنوعة. وتشمل المرحلة الثانية من المشروع، التي بدأت في عام 2022، إنشاء مساحة مخصصة لسيناريوهات الصعود القسري واستعادة الرهائن، استكمالاً للمرافق التي تم وضعها خلال المرحلة الأولى.
كما تشمل برجًا بطول خمسة عشر مترًا، بالإضافة إلى وحدة تدريب على إجراءات الصعود، مصممة لتعكس القيود الخاصة بالعمليات على السفن التجارية والسفن العسكرية.
وتم تصميم هذا المركز كجزء من التعاون بين البحرية الملكية المغربية والقوات البحرية الأمريكية، وسيصبح مركزًا رئيسيًا للتدريب التكتيكي. وسيقدم للوحدات المغربية إطارا تعليميا متقدما وسيكون بمثابة منصة إقليمية للتدريبات متعددة الجنسيات، وبالتالي تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن.
ويمثل هذا المشروع نقطة تحول للتدريب على السلامة البحرية في المنطقة؛ بمجرد تشغيله، وسيسمح بالعمل في بيئات متنوعة وصقل المهارات الأساسية مثل اعتراض السفن واستعادة الرهائن.
تم إطلاق الموقع في عام 2022، ويتضمن الآن هيكلًا مخصصًا للقتال المباشر في بيئة بحرية، مصمم لسيناريوهات الصعود في المواقف وظروف الهجمات العدائية. وتضاف هذه المرحلة الجديدة إلى إنجازات المرحلة الأولى التي تم فيها تجهيز الموقع ببرج هبوط يبلغ ارتفاعه خمسة عشر مترا ووحدة تدريب على إجراءات الصعود بارتفاع تسعة أمتار.
وإلى جانب دورها التعليمي، ستلعب هذه البنية التحتية دورًا رئيسيًا في مكافحة الاتجار غير المشروع والقرصنة والتهديدات الناشئة في البحر الأبيض المتوسط وعلى طول ساحل المحيط الأطلسي.
كما أنها ستسهل إمكانية العمل البيني بين القوات المغربية وحلفائها، في مجال بحري استراتيجي بشكل متزايد. وعلى مدار عدة أشهر، سمح الموقع أيضًا بنقل المعرفة. ومن خلال الإشراف على المجندين الجدد، يضمن ضباط الصف الحفاظ على المعايير الفنية وروح العمل الجماعي التي تميز وحدتهم.
وسيصبح مركز سيدي قنقوش، بعد اكتماله، مرجعا في التدريب البحري بشمال إفريقيا. وقد تم تصميمه للتكيف مع التغيرات في السياق الأمني، وهو يجسد الرغبة المشتركة للمغرب والولايات المتحدة في بناء قدرات مستدامة في خدمة الاستقرار الإقليمي.