لم تعد الشبكات الإجرامية المتخصصة في الاتجار وترويج المخدرات بمدن الشمال تقتصر في نشاطها على استخدام الرجال فقط، بل أصبحت تعتمد على النساء في تنفيذ مخططاتها، سواء داخل المغرب أو خارجه، لاسيما الفتيات اللواتي قررن خلع عباءة أنوثتهن من أجل جمع المال والحصول على الثراء السريع دون أدنى تعب أو مجهود.
عشرات من النساء يوجدن في الآونة الأخيرة خلف القطبان بعد أن ضبطتهن الأجهزة الأمنية متحوزات بكميات كبيرة من المخدرات بأشكالها المختلفة، من حشيش وكوكايين وهروين وأقراص مهلوسة… ما جعل هذا النوع من الجرائم يعد من الأنماط الإجرامية الأكثر انتشارا بين النساء، خاصة اللائي دفعت بهن ظروفهن الاجتماعية والاقتصادية إلي هذا المصير المشئوم، إذ تقدر بعض الإحصائيات أن نسبة النساء المضبوطات في قضايا المخدرات تصل إلى 10 في المائة مقارنة بالرجال.
وعرفت طنجة، في السنوات الأخيرة، قضايا مثيرة وجرائم مستحدثة تقمص فيها دور البطولة نساء وفتيات اقتحمن عالم الجريمة المنظمة وأصبح بعضهن يقدن عصابات متخصصة في التهريب والاتجار في المخدرات، ومن أخطرها شبكة دولية نسائية متخصصة في تهريب المخدرات إلى الخارج عبر الأمعاء، وتضم تسع عشرة امرأة مغربية، يعملن على ابتلاع كبسولات معبأة بالحشيش وهن في الطريق إلى اسبانيا عبر مطار ابن بطوطة الدولي بطنجة.
واكتشف أمر هذه الشبكة النسائية، بعد أن شككت المصالح الأمنية بالمطار في عدد الرحلات التي تقوم بها هؤلاء النسوة على فترات متقاربة، وعملت على إخضاعهن لفحص الأحشاء بواسطة الأشعة السينية، التي أبانت أن أمعاءهن مملوءة بكبسولات من الحشيش، ليتم إعطائهن سائلا يسهل عملية التبرز، فأخرجت كل واحدة منهن نحو 300 غرام من المخدرات، باستثناء واحدة تبرزت حوالي كيلوغرام واحد من محذر “الشيرا”، ليتم نقلها بشكل سريع إلى قسم المستعجلات، بعد أن ظهرت عليها مضاعفات بسبب ابتلاعها لهذه الكمية الكبيرة من المخدرات.
جل اعترافاتهن أكدت أنهن يعملن لفائدة تجار كبار موجودين في الجنوب الإسباني، وأن الحاجة والفقر والرغبة في الحصول على المال، هو ما دفعهن إلى احتراف تهريب المخدرات بهذه الطريقة.
ومن القضايا المثيرة في عالم تهريب المخدرات بطنجة، قضية مهربة جرى اعتقالها بإحدى المصحات الخصوصية المتواجدة بوسط المدينة، حينما اضطرت إلى زيارة المصحة لاستخراج كرة من داخل فرجها، بعد أن تسببت لها في مشاكل صحية واستعصى عليها وضعها، إذ أجريت لها عملية جراحية بسيطة، اكتشف الأطباء بعدها أن الأمر يتعلق بكيس مملوء بالمخدرات يصل وزنه إلى 970 غرام، فأشعروا الشرطة بالموضوع، ليتم إيقافها من أجل التحقيق معها ومعرفة ظروف وملابسات هذه العملية.
وخلال البحث الذي أجرته عناصر الشرطة القضائية مع المتهمة، وهي مغربية مقيمة باسبانيا تبلغ من العمر 46 سنة، اعترفت أنها اشترت من شخص تجهل هويته كيلوغراما واحدا من مخدر الشيرا، وصنعت منه كرة على شكل بويضة غلفتها بورق بلاستيكي، ثم زرعته داخل جهازها التناسلي بهدف تهريبه إلى الضفة الأخرى، إلا أنها، وبعد أن سافرت إلى مدينة سبتة في انتظار أن تعبر نحو منطقة فليسنا الإسبانية، أحست بألم شديد داخل رحمها، واستعصى عليها تفريغه من الحشيش رغم جميع المحاولات، فقررت العودة إلى المغرب خوفا من اكتشاف أمرها من قبل السلطات الاسبانية.
كما عرفت عاصمة البوغاز خلال الأشهر الأخيرة، اعتقال عدد من النساء اللواتي تخصصن في الاتجار ونقل وتوزيع المخدرات بشتى أصنافها، وجرى ضبط أغلبهن بالمحطة الطرقية وهن متلبسات بحيازة مئات من الحبوب المخدرة “القرقوبي”، التي كن يعتزمن تهريبها إلى مدن مغربية مختلفة.
ومن بين المروجات اللائي تم القبض عليهن داخل المحطة الطرقية بالمدينة، فتاة قاصر لا يتعدى عمرها 17 سنة، تنتمي لشبكة إجرامية متخصصة في المخدرات القوية والأقراص المهلوسة، وضبطتها المصالح الأمنية وهي تتأهب للسفر نحو مدينة فاس وبحوزتها أزيد من 1030 حبة من مخدر “الاكستازي”، إذ تم وضعها، بأمر من وكيل الملك لدى ابتدائية المدينة، بالمركز الاجتماعي للطفولة إلى حين عرض ملفها على القضاء الجالس بالغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة ذاتها.
المختار الرمشي (الصباح)