إضرابات في فرنسا وإسبانيا تهدد انسيابية عملية “مرحبا 2025”

إضرابات في فرنسا وإسبانيا تهدد انسيابية عملية “مرحبا 2025”

5 يوليو, 2025

تواجه عملية “مرحبا 2025″، التي تعد أكبر جسر بحري وجوي لعودة مغاربة العالم إلى أرض الوطن خلال فصل الصيف، تهديدات جدية هذه الأيام، بسبب إضرابات مهنية في كل من فرنسا وإسبانيا، ما ينذر بتعطيلات كبيرة قد تؤثر مباشرة على أكثر من مليون مغربي مقيم بالخارج يعبرون في هذه الفترة نحو المغرب.

في فرنسا، دخل مراقبو الملاحة الجوية في مطارات الجنوب منذ يوم الخميس 3 يوليوز في إضراب احتجاجي يمتد ليومين، تنديدا بما وصفوه بـ”تدهور الأوضاع الاجتماعية” ونقص حاد في الموارد البشرية لدى المديرية العامة للطيران المدني.

ووفق الصحافة الفرنسية، طلب من شركات الطيران إلغاء 25% من الرحلات الجوية في مطارات باريس، و50% في مطارات الجنوب مثل نيس، باستيا، وكالفي، و30% في مطارات مرسيليا، ليون، مونبليي، أجاكسيو، وفيغاري.

كما طالت الإلغاءات مطار بوفاي الذي يعد من أبرز منصات الرحلات “المنخفضة التكلفة”، ما يزيد من صعوبة الوضع بالنسبة للجالية المغربية، خاصة مع اعتماد عدد كبير منهم على هذه الوجهات للوصول إلى المغرب.

في المقابل، تستعد الجارة إسبانيا لمواجهة إضراب عمالي من نوع آخر، ابتداء من 20 يوليوز إلى 20 غشت المقبلين، في واحدة من أكثر الفترات كثافة من حيث عبور الجالية.

الإضراب، الذي سيشهده ميناء الجزيرة الخضراء الحيوي، سيكون متقطعا بمعدل ثلاث فترات يوميا تدوم كل منها ساعتين، ويمس فئات مهنية أساسية في تأمين الملاحة البحرية، على رأسها مرشدو الإبحار وفرق “الراديو” و”الأسطول”.

النقابة الداعية للإضراب أكدت أنه “لا يهدف إلى شل الميناء كليا”، لكنه قد يتطور إلى إجراءات تصعيدية أشد، في حال لم تستأنف إدارة الميناء الحوار الجاد. ويأتي الإضراب بعد فشل جولات الحوار السابقة مع شركة مرشدي الميناء، وسط تحذيرات من تأثير مباشر على السفن المتجهة إلى الموانئ المغربية.

هذه الإضرابات المتزامنة في بلدين أساسيين لمرور الجالية، فرنسا وإسبانيا، تثير قلقا واسعا بين المغاربة المقيمين بالخارج. ويخشى العديد من المسافرين من تأجيل رحلاتهم الجوية، أو الوقوع في طوابير طويلة واضطرابات لوجستيكية بالموانئ، في ذروة موسم العبور.

ويرى متابعون أن هذه التوترات المهنية، التي تتزامن مع توقعات بارتفاع كبير في عدد العابرين هذا الصيف، قد تهدد بانفلات جزئي لعملية “مرحبا”، خصوصًا إذا لم يتم احتواء التصعيد النقابي في أقرب الآجال.

ويتوقع أن يشهد صيف 2025 رقما قياسيا في عدد تنقلات الجالية المغربية، حيث أشارت الهيئة الإسبانية المكلفة بتدبير عملية العبور إلى ارتفاع مرتقب بنسبة 4% مقارنة بصيف العام الماضي. هذا الارتفاع المتوقع في الضغط، يجعل من أي اضطراب إضافي عاملاً مهددا لتوازن العملية التي تعتمد على تنسيق دقيق بين عشرات الأجهزة والموانئ والمطارات.

وفي ظل غياب مؤشرات قوية على قرب إنهاء هذه الإضرابات، يطالب عدد من المتابعين الحكومة المغربية بتكثيف التنسيق الدبلوماسي مع باريس ومدريد، والعمل على استباق الانعكاسات المحتملة على أفراد الجالية، سواء من خلال فتح قنوات بديلة، أو تعزيز الدعم القنصلي، أو تقديم تسهيلات استثنائية للمسافرين المتضررين.

ففي الوقت الذي يشتاق فيه مئات الآلاف من المغاربة المقيمين بأوروبا إلى أرض الوطن، تبقى سلاسة العودة معلقة بقرارات نقابية ومفاوضات اجتماعية، قد تحدد مسار أحد أكبر التحركات الموسمية في حوض المتوسط.

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*