انطلقت بطنجة، أمس (الأربعاء)، فعاليات الدورة الخامسة عشرة للمنتدى الدولي “ميدايز”، الذي يحرص على تنظيمه كل سنة معهد “أماديوس”، تشارك فيه شخصيات سياسية واقتصادية دولية وعربية رفيعة المستوى، من بينهم رؤساء دول وحكومات، ويهدف إلى البحث عن إجابات مبتكرة للإشكاليات الراهنة والأزمات المتعددة التي يواجهها العالم اليوم.

وفي كلمة ألقاها إبراهيم الفاسي الفهري، رئيس المعهد المنظم، ركز بالخصوص على قضية الصحراء المغربية، التي يعتبرها كل المغاربة “قضية أمة بأكملها”، وذكر بنداء دورة السنة الماضية للمنتدى، الذي شكل دعوة لطرد كيان الجمهورية الوهمية من الاتحاد الإفريقي، وشدد على أن الأمر أصبح شرطا أساسيا لكي يستعيد الاتحاد الإفريقي مصداقيته وحياده بخصوص هذه القضية، ويعود أقوى وأكثر اتحادا مما سبق.

وفي سياق حديثه عن القضية الفلسطينية والوضع في غزة، أكد الفاسي الفهري على أن منتدى ميدايز ملتزم بدعم حل عادل ومقبول لإقامة دولتين تعيشان جنبا إلى جانب وفق حدود 1967، دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية ودولة إسرائيلية، مبرزا أن موقف المنتدى منسجم مع موقف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، الذي ما فتئ يعمل من أجل السلام والعدالة بالمنطقة، ومن اجل كرامة الشعب الفلسطيني الشقيق، الذي له كامل الحق في أرض حرة ومستقلة وذات سيادة.

وتميز حفل الافتتاح، بمداخلات صبت جميعها حول الأزمات الجيو- سياسية والاقتصادية والبيئية التي تشكل الواقع العام، وركزت على ضرورة البحث عن وسائل وأساليب مبتكرة لاستكشاف حلول دائمة ومستدامة، وتقوية العلاقات جنوب-جنوب وجنوب-شمال، وتسليط الضوء على استراتيجيات الاستثمار من أجل تنمية شاملة ومستدامة.

وتعرف نسخة 2023 لمنتدى “ميدايز”، المنظمة تحت شعار “أزمة مركبة.. عالم متعدد”، مشاركة رؤساء دول وحكومات ووزراء وعدد من صناع قرار، بما في ذلك غزالي عثماني، رئيس اتحاد جزر القمر والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، و”فيلا نوفا”، رئيس جمهورية ساوتومي وبرنسيب، ورئيس وزراء الدومينيك “روزفلت سكيريت”، إلى جانب “زهاي جون”، المبعوث الخاص للحكومة الصينية إلى الشرق الأوسط، وكذا شخصيات دولية بارزة ورؤساء كبريات الشركات العالمية وأزيد من 5  آلاف مشارك يمثلون أكثر من مائة دولة.

يذكر، أن عشرات من النشطاء الحقوقيين بطنجة، نظموا، بتزامن مع انطلاق أشغال مؤتمر “ميدايز” الدولي، وقفة احتجاجية للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، ورفعوا شعارات تستنكر استدعاء شخصيات إسرائيلية للمشاركة في للمؤتمر، وهو ما نفته إدارة اللجنة المنظمة  لمنتدى “ميدايز”، التي أكدت أنها تدين، كسائر المواطنين المغاربة، استهداف المواطنين الفلسطينيين العزل، وتشدد على أن حصار قطاع غزة يتنافى مع القانون الدولي الإنساني والقيم الإنسانية المشتركة.