أمطار الخير تحيي الأمال في موسم فلاحي جيد باقليم تطوان

أمطار الخير تحيي الأمال في موسم فلاحي جيد باقليم تطوان

24 مارس, 2025

شهد إقليم تطوان، كما هو الحال في العديد من مناطق المغرب، خلال شهر مارس الجاري تساقطات مطرية هامة كان لها تأثير إيجابي على صحة المزروعات وعلى الموارد المائية، مما يبشر بموسم فلاحي واعد يساعد في التخفيف من حدة الجفاف الذي عانى منه المغرب في العقد الأخير.

وحسب المعطيات الصادرة عن المديرية الإقليمية للفلاحة بتطوان، فإن مجموع التساقطات المطرية التراكمية خلال الموسم الفلاحي الحالي تجاوزت 420 ملم، بزيادة قدرها حوالي 14% مقارنة بالموسم الفلاحي الماضي. ووفقًا لهذه المعطيات، بلغ مجموع التساقطات المطرية في مارس فقط أكثر من 170 ملم، مقابل 121.5 ملم في الشهر نفسه من الموسم الفلاحي السابق.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشار المدير الإقليمي للفلاحة بتطوان، عبد الكريم الكنفاوي، إلى أن هذه التساقطات كان لها تأثير إيجابي كبير على الفرشة المائية ونسبة الملء في السدود، حيث وصلت نسبة الملء في غالبية السدود في المنطقة إلى ما يقارب 100%.

وأضاف الكنفاوي أن هذه الأمطار ستدعم الفلاحين في مواصلة برنامج زراعة الحبوب على مساحة 45.500 هكتار، وزراعة القطاني على 2220 هكتارًا، والمزروعات الكلئية على 6200 هكتار، والخضروات على 2680 هكتارًا، بالإضافة إلى الأشجار المثمرة التي تمتد على أكثر من 35 ألف هكتار، بما في ذلك أكثر من 23.500 هكتار من أشجار الزيتون.

كما أفاد المدير الإقليمي للفلاحة أن الأمطار ستشجع المتدخلين على تنفيذ برنامج المزروعات الربيعية، الذي يتوقع أن يشمل زراعة 40 هكتارًا من الحبوب، و2200 هكتار من الخضروات الربيعية، و310 هكتارات من القطنيات مثل الحمص والفاصوليا، بالإضافة إلى 1180 هكتارًا من المزروعات الكلئية مثل الذرة والبرسيم (الفصة).

في جماعة السحتريين، الواقعة حوالي 10 كيلومترات جنوب غرب تطوان، يعمل الفلاحون على العناية بمزروعاتهم وتنقيتها من الأعشاب الضارة وتسميد الأراضي في سهل “أجراس”، آملين في الاستفادة القصوى من التساقطات المطرية الأخيرة.

من جانبه، أشار محمد مفتاح، رئيس جمعية مستعملي مياه الري بالمنطقة الفلاحية “أجراس”، إلى أن الأمطار الأخيرة ستساهم في تخفيف معاناة الفلاحين وتجاوز القيود التي فرضها المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي باللوكوس في فبراير الماضي، عندما تم تحديد برنامج ري لا يتجاوز ثلاثة أيام بهدف تدبير الموارد المائية المحدودة، وهو ما كان سيؤثر سلبًا على الإنتاجية. وأضاف مفتاح أن الأمطار ستساهم في تحسين الغطاء النباتي وتخفيف عبء تكاليف الأعلاف بالنسبة لمربي الماشية في المنطقة.

وقد أحيَت الأمطار التي شهدتها مختلف مناطق المملكة بعد فترة من الإجهاد المائي آمال الفلاحين، وعززت فرص التغلب على الصعوبات التي واجهت انطلاقة الموسم الفلاحي بسبب ندرة الأمطار.

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*