عاشت الحدود بين المغرب ومدينة سبتة المحتلة ليلة من أصعب الليالي على مستوى ضغط الهجرة غير النظامية، بعدما حاول ما يقارب 300 مهاجر العبور سباحة من السواحل المغربية نحو المدينة، مستغلين الظروف المناخية الصعبة التي غطتها موجة ضباب كثيف.
هذا ما أكدته، صحيفة “إلفارو دي سيوتا”، مشيرة إلى أن “أغلب المهاجرين كانوا شبابا ومراهقين، بينهم فتيات، انطلقوا من شواطئ الفنيدق (كاستييخوس) بألبسة عادية وبعضهم مزود فقط بقطع بلاستيكية أو عوامات بدائية لمساعدتهم على الطفو”.
ورغم التدخل المكثف لعناصر الحرس المدني الإسباني مدعومين بالقوات البحرية، تضيف الصحيفة المحلية، فإن عددا من المهاجرين تمكن من الوصول إلى الشواطئ والهرب نحو الأحياء القريبة، فيما أوقفت السلطات آخرين وأعادتهم مباشرة عبر المعبر الحدودي.
ولفت المصدر ذاته، إلى أن الظروف المناخية زادت من خطورة الوضع، إذ غطى الضباب الكثيف المنطقة الساحلية، ما صعب من مهام المراقبة والاعتراض سواء في البحر أو قرب الأسوار الحدودية.
عمل الأجهزة الأمنية الإسبانية بمدينة سبتة المحتلة، وفق “إلفارو دي سيوتا”، كان يتركز ليس فقط على منع العبور، بل أيضا على إنقاذ الأرواح ومنع وقوع مآسٍ جديدة.
ورغم الحوادث المميتة الناجمة عن محاولات العبور إلى الثغر المحتل، تزداد ظاهرة الهجرة غير الشرعية على الحدود مع سبتة المحتلة، حيث تستعمل وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا مجموعات “واتساب”، كمنصات تنسيق بين الشباب الذين يترصدون فرص الانطلاق مستغلين فترات الضباب الكثيف أو ضعف المراقبة.
وللإشارة، تعيش منطقة سبتة المحتلة على وقع ضغوط متزايدة مرتبطة بمحاولات الهجرة غير الشرعية، حيث تشكل هذه المدينة المحتلة، إحدى أبرز النقط الحدودية التي يسعى من خلالها مهاجرون من جنسيات مختلفة إلى العبور نحو أوروبا.
هذا الواقع جعل الظاهرة تتحول إلى تحدّ مزدوج أمام كل من المغرب وإسبانيا، بين متطلبات الأمن وحماية الحدود من جهة، والبعد الإنساني والاجتماعي من جهة أخرى.