خرج عشرات التلاميذ بطنجة في مسيرة حاشدة أمس الخميس، تضامنا مع زميلهم لهم في الدراسة تعرض لاعتداء شنيع من طرف قائد منطقة بني مكادة وثلاثة عناصر من القوات المساعدة كانوا برفقته خلال مداهمتم السوق التجاري.
واستنكر المحتجون هذا الإعتداء العنيف على التلميذ إبراهيم بنمنصور المعروف بحسن أخلاقه، والذي تسبب له في إعاقة جسدية ونفسية، وطالبوا بمحاسبة الفاعلين ومتابعتهم قانونيا والحد من هذه الممارسات التسلطية التي تتجاوز مهامهم المهنية، والتي تنم عن حقد دفين وغير مبرر على المواطن المغربي.
وتعود تفاصيل الحادث، بحسب ما روى شهود عيان، إلى السبت الماضي خلال زيارة فجائية للقائد وثلاثة عناصر من القوات المساعدة لمتجر ملابس يشتغل فيه إبراهيم كل نهاية أسبوع لتدبير حاجياته الشخصية وشؤونه الدراسية، وبعدما دخل معهم الأخير في نقاش للاستفسار أمر القائد عناصره باعتقاله واقتياده عبر سيارة القوات المساعدة إلى مكان قرب سينما طارق وأوسعوه ضربا مبرحا على مستوى الرأس والرجلين لمدة ثلاث ساعات، كما حاولوا نزع سرواله وهددوه بالاغتصاب مما أصاب الشاب اليافع بانهيار، ثم رموه وانصرفوا، بحسب ما حكى إبراهيم لأسرته قبل أن يفقد قدرته على الكلام والحركة متأثرا بهذا الإعتداء.
وحسب بيان لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بطنجة، فقد جرى نقل الضحية بتاريخ 23 أبريل 2018 الى المستشفى، نظرا لتفاقم حالته الصحية وإصابته بشلل شبه كامل على مستوى جميع جسده وعدم قدرته على الكلام بطريقة عادية، كما تم الاستماع إليه من طرف الضابطة القضائية وهو في حالة صحية متدهورة لا تسمح له بالإدلاء بتصريحاته و هو في وعي وإدراك تامين، الشيء دفع الجمعية المذكورة سالفا، إلى تعبير عن إدانتها الشديدة لهذا الاعتداء الذي وصفته بـ ” الهمجي ” الذي طال التلميذ إبراهيم بن منصور من طرف رئيس الملحقة الادارية رقم 12 و ثلاثة من أعوان القوات المساعدة، مشددة أن الحادث عرى عن “استمرار العقلية المخزنية لدى بعض رجال السلطة وأعوانهم“، حيث طالبت الجهات القضائية المختصة بضرورة فتح تحقيق عاجل في الموضوع و متابعة المعتدين وإحالتهم على العدالة بقصد تطبيق القانون.
كما سجل فرع الجمعية الحقوقية بطنجة ” تساهل القضاء و الإدارة مع رجال السلطة وأعوانهم المتورطين في قضايا الاعتداء البدني وإهانة المواطنين وتبعا لذلك افلاتهم من العقاب هو سبب استمرارها وسبب استمرار العقليات المخزنية التي تحن الى زمن الجمر والرصاص”، وعبر التنظيم الحقوقي عن ” تضامنه مع التلميذ الضحية وعائلته وانتدب محامين لمؤازرته و تتبع قضيته الى نهايتها“.