خلف منطوق الحكم، الذي أصدرته، الأسبوع الماضي، غرفة الجنايات الأولى بمحكمة الاستئناف بطنجة، في حق مجرم خطير كان يصنف لدى المصالح الأمنية ضمن خانة أخطر المجرمين، موجة واسعة من الرضا والارتياح في نفوس سكان المدينة، الذين ظل يمثل بالنسبة لهم شبحا مفزعا طيلة الشهور الأخيرة.

وقررت هيأة الحكم إدانة المتهم (ب.م)، المقب بـ “سريطو”، وحكمت عليه بعشر سنوات حبسا نافذا، بعد أن وجهت له تهما تتعلق بـ “تعدد السرقات الموصوفة والضرب والجرح باستعمال السلاح وحيازة سلاح أبيض في ظروف تشكل خطرا على أمن وسلامة المواطنين وحيازة واستهلاك المخدرات”.

كما واجهت الهيأة المتهم، البالغ من العمر 28 سنة، باعترافاته التي أدلى به لدى الضابطة القضائية وأمام قاضي التحقيق، إذ لم يجد المتهم بدا من الإقرار بجرائمه المتعددة، وسرد تفاصيل بعض العمليات التي نفذها برفقة أحد شركائه الملقب بـ “بنانة”، الذي لازالوا في حالة فرار، مبرزا أنهما كانا يعتمدان في عملياتهما الإجرامية على مباغثة المواطنين بالأماكن الخالية من المارة، خاصة النساء والتلاميذ، ويقومان بسلبهم هواتفهم المحمولة والمبالغ المالية التي تكون بحوزتهم تحت التهديد بواسطة أسلحة بيضاء من نوع “الشواشة”، مشيرا إلى أنهما كانا يقدمان على أفعالهما تحت تأثير مادة “السلسيون”.

وأمام اعترافاته التلقائية طالب مؤازره، الذي نصب في إطار المساعدة القضائية بتخفيف العقوبة عليه، معللا ملتمسه بكون موكله كان يرتكب جرائمه تحت تأثير المخدرات، إلا أن النيابة العامة عارضت طلبه ودعت القضاء إلى تطبيق إجراءات عقابية حازمة لحفظ الأمن والسلم المجتمعي وردع كل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم، والتمس الحكم عليه بعشرين سنة نظرا لخطورة الأفعال الجرمية المرتكبة والطريقة المفزعة التي كان يستعملها للاعتداء على المواطنين في الطرقات العامة.

المعني، الذي يتوفر ملفه على سوابق عدلية في مجالات الضرب والجرح والسرقة الموصوفة، كان يركز نشاطه الإجرامي بأحياء مختلفة داخل المدينة، خاصة بمنطقة بني مكادة وحي مغوغة، التي تضرع سكانها من جبروته وأعماله الخارجة عن القانون، حيث ارتكب رفقة شريكه سلسلة من الاعتداءات وصل عدد المبلغين عنها 15 مشتكيا، من بينهم عدد من التلاميذ، ما زرع الذعر والفزع في صفوف سكان حي مغوغة الصغيرة، الذين كانوا يتجنبون الاصطدام به خوفا من بطشه وجبروته.