أعدت صحيفة “إل إسبانويل” تقريرا مفصلا حول روبورتاج مصور بثته القناة الإسبانية الرابعة حول تجارة المخدرات بين المغرب وإسبانيا، والذي قدمت فيه بطريقة معيبة ومشوبة بالتحريف والتضليل حارسا مرأب للسيارات على أنه “بارون مخدرات يجني أموالا مهمة من تجارة الأقراص المخدرة المهربة”.
وأوضحت أن برنامج “En El Punto de Mira“، الذي تعرضه القناة الإسبانية الرابعة المملوكة لشركة “ميدياست” الإيطالية العملاقة في مجال الإعلام التلفزيوني، بث حلقة حول نشاط المتاجرة بأقراص “القرقوبي”، التي يتم إعدادها عن طريق خلط مواد مع جرعات دقيقة من أدوية مسكنة قادمة من التراب الإسباني.
وأضاف المنبر الإعلامي أن القائمين على الروبورتاج أعلنوا، من خلال الصفحة الرسمية للبرنامج على موقع “تويتر”، أنهم على موعد مع أكبر تاجر للمخدرات بالمغرب، مبرزا في السياق ذاته أن سيناريو التحقيق الذي جرى بثه كان جاهزا بشكل مسبق، لا سيما بعدما فشل فريق العمل في العثور على أشخاص من شأنهم مساعدتهم في الوصول إلى مروجي الأقراص المهلوسة بالمغرب وأماكن بيع هذا النوع من المخدرات.
وأكدت الصحيفة أن تاجر المخدرات المزعوم هو في الحقيقة حارس مرأب للسيارات بحي المجاهدين في مدينة طنجة، المجاور لمقبرة يتم استغلالها كمكان للتعاطي للمخدرات، موردة أن الصحافيين الذين حاول مقدم البرنامج بورو باربير الاتصال بهم رفضوا مرافقته، خاصة بعدما أدركوا أن هذا الأخير جاء بسيناريو محبوك مسبقا يحاول من خلاله إيهام الحارس بأن الأمر يتعلق بتصوير فيلم يتناول حياة مهرب مخدرات.
وأدرج المصدر الإعلامي نفسه صورة لـ”بابلو إسكوبار المزعوم” وهو داخل مكان لركن السيارات مرتديا البذلة نفسها التي ظهر بها في البرنامج، مبرزا أن أعضاء الفريق لم يقوموا في الحقيقة بإجراء أي اتصال أو تحقيق قبل وصولهم إلى المغرب، وإنما جاؤوا بسيناريو معد مسبقا في أفق العثور على “ممثلي الأدوار” بمدينتي طنجة وسبتة، حيث كان يقيم الشخص الذي اقترح حارس السيارات لتشخيص دور “البارون المزعوم”.
وقال أحد معدي التحقيق، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن الطاقم لجأ إلى اختلاق سيناريو نتيجة رفض الصحافيين المحليين المغاربة الاشتغال معهم على أرض الواقع؛ فيما أشارت الصحيفة إلى أن أعضاء الفريق طلبوا من الأشخاص المُتصل بهم بغية تنفيذ السيناريو إحضار ميكروفونات من أجل التسجيل، خصوصا أنهم دخلوا التراب المغربي دون الحصول على أي ترخيص لإجراء التحقيق حول تجارة المخدرات بين البلدين.
“معدو البرنامج دخلوا المغرب بصفة سياح ولم تكن لديهم أدنى فكرة عن تجارة حبوب الهلوسة، باستثناء ما اطلعوا عليه في الصحف الإسبانية”، تورد الجريدة الإلكترونية المذكورة، التي كشفت أن الجهل بالثقافة واللغة المغربيتين وصعوبة العثور على الصحافيين أو المراسلين دفعا فريق العمل إلى إعداد البرنامج بطريقة بدائية محفوفة بالمخاطر، في إشارة إلى نتائج التضليل على مصداقية برنامج تليفزيوني يحظى بنسب مشاهدة عالية.