أدانت الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية بطنجة، أمس الأربعاء، شابا من مدينة طنجة سبق أن ظهر في برنامج على قناة إسبانية قدمته بصفته المروج الرئيسي لأقراص الهلوسة بالمغرب، وحكمت عليه ابتدائيا بأربعة أشهر سجنا نافذة، وغرامة مالية يؤديها لحزينة الدولة مجبرة في الأدنى، مع تحميله صائر الدعوى العمومية.
وقررت الهيئة القضائية، إدانة المتهم (م.ر)، وهو من مواليد 1985 بطنجة، بعد أن واجهته بالتهم التي تابعته بها النيابة العامة، وتتعلق بـ “الإدلاء ببيانات كاذبة لجهات أجنبية مقابل عمولة والادعاء بالاتجار في الممنوعات والمشاركة”، وهي التهم التي أنكرها المتهم جملة وتفصيلا، مؤكدا أنه كان ضحية لخدعة قام بها فريق صحفي اسباني، الذي أوهمه بأن الأمر يتعلق بتصوير فيلم سينمائي يتناول حياة مهرب للمخدرات.
واعتقل المتهم، بداية شهر ماي الماضي، عقب ظهوره في برنامج عرضته القناة الإسبانية الرابعة “كوارتو” بعنوان “بابلو إسكوبار المغرب”، في تشبيه بتاجر الكوكايين الكولومبي الشهير، صور جزء منه في مناطق مهجورة بمدينة طنجة، وادعى فيه المتهم، بأنه المروج الرئيسي للمخدرات وأقراص الهلوسة بالمغرب، ويعمل لحسابه عدد من الأشخاص من أجل حمايته من الملاحقات الأمنية.
وصرح البارون المزعوم للقناة الاسبانية، أن زبناءه مراهقون ومراهقات في المدارس، إضافة إلى البالغين من النساء والرجال في كل مناطق المغرب، مبرزا أن حبوب الهلوسة يعمل على استيرادها من إسبانيا، ويبيع حوالي ألف علبة تضم 36 قرصا في الشهر، وتدر عليه أرباحا تقدر بحوالى 180 ألف يورو في الشهر الواحد، أي ما يعادل 190 مليون سنتيم بالعملة المغربية، وهو ما استدعى فتح تحقيق قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للتحقق من هذه المزاعم والادعاءات.
كما بينت الأبحاث والتحقيقات التي باشرتها الفرق الأمنية، أن الموقوف حارس في مرآب للسيارات بالمدينة، واقترح لتأدية دور “البارون المزعوم” من قبل مواطن مغربي مقيم بسبتة، بسبب المعرفة المسبقة بينهما، وذلك بعدما أوهمه الصحافيون الإسبان هو الآخر بأنهم ينشطون في جمعية مدنية تعنى بمكافحة الإدمان، وأنهم في حاجة إلى اختلاق سيناريو لدفع الداعمين والمانحين إلى تمويل أنشطة جمعيتهم الوهمية.