بتت غرفة الجنايات الأولى بمحكمة الاستئناف بطنجة، أخيرا، في ملف الملقب بـ “هلالا”، المتابع في قضية إضرام النار في مستشفى “الرازي” للأمراض العقلية والنفسية بني مكادة، وتسببه في وفاة نزيلين وإصابة آخر بحروق بليغة، وقررت إعفاءه من مسؤولية التهم المنسوبة إليه وإيداعه تحت الحراسة بأحد المؤسسات الاستشفائية العقلية بالمدينة.

وأسست الهيأة قرارها على خبرة طبية أنجزتها لجنة متخصصة في الأمراض العقلية والنفسية، التي أفادت بأن المشتبه فيه “هلالا” يعاني من اضطرابات نفسية وانقصام في الشخصية، وهو ما أكده دفاعه خلال مرافعته حين أدلى بشواهد طبية تثبت أن موكله يعاني مرض فقدان الوعي والإدراك، وأنه كان، قبل الواقعة، يتردد على مستشفى الرازي ببني مكادة لمدة تزيد من 10 سنوات، مطالبا الهيأة بأخذ مرض موكله بعين الاعتبار.

المعني المدعو (أ.و)، الذي يبلغ من العمر 48 سنة، أنكر في تصريحاته أمام الهيأة كل التهم المنسوبة إليه، مؤكدا أنه لم يقم أبدا بإضرام النار في الجناح الذي كان يقيم فيه، وأن علاقته مع باقي النزلاء والأطباء والممرضين العاملين بالمؤسسة كانت عادية ولم تكن له أي عداوة مع أحد منهم، ما دفع بممثل النيابة العامة إلى المطالبة بتطبيق الفصل 76 من القانون الجنائي، الذي ينص على سقوط الدعوى العمومية، معللا ملتمسه بالملف الطبي الذي يؤكد أن المتهم يعاني اضطرابا مزمنا في الوظائف الدماغية، وهو ما اقتنعت به الهيأة لتصدر حكمها بعدم المتابعة.

وتعود فصول هذه القضية، المسجلة تحت عدد (923/18) إلى سنة 2017، عندما أقدم النزيل “هلالا” على إضرام  النيران في الجناح الذي كان يقيم فيه داخل مستشفى “الرازي” للأمراض العقلية والنفسية بطنجة، وتسبب في وفاة نزيلين وإصابة آخر بحروق من الدرجة الثانية وصفت بـ “الخطيرة”.