عبر أفراد من الجالية المغربية المقيمة باسبانيا، عن استيائهم ورفضهم لعمليات “السمسرة” في بيع تذاكر السفر الخاصة بالرحلات الاستثنائية الرابطة بين الميناء المتوسطي وميناء الجزيرة الخضراء بإسبانيا، التي ارتفعت بنسب قياسية مقارنة بالأثمنة المعروفة خلال الفترة العادية، محملين كامل المسؤولية للسلطات المغربية والشركتين البحريتين المستحوذتين على الملاحة بالمضيق.
وذكر عدد من المهاجرين المغاربة العائدين إلى بلد المهجر، أن الزيادات الصاروخية التي يفرضها السماسرة والوسطاء على الراغبين في السفر إلى الضفة الأخرى، تصل في بعض الرحلات إلى 150 في المائة، وترتفع تذكرة السفر بالنسبة للراجلين من 380 درهما إلى ما بين 700 و1000 درهم، فيما ترتفع تكلفة السفر بالسيارة من 2000 درهما إلى 4 آلاف درهم.
واعتبر أغلب المسافرين، الذين هم في أمس الحاجة إلى العودة إلى ديار المهجر، أن هذا “السلوك الاستغلالي”، الذي يعمد إليه هؤلاء السماسرة، هو من مسؤولية السلطات المغربية والقائمين على قطاع النقل البحري، خاصة الشركتين البحريتين “طرانس ميدي طيرانيا” و “بيلياريا”، المرخص لهما باستغلال الخط البحري الرابط بين ميناءي طنجة المتوسط والجزيرة الخضراء.
وقال أحدهم، في شريط نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، إن “الحصول على تذكرة السفر تلزم ملء استمارة الحجز على الموقع الإلكتروني للسفارة المغربية، إلا أن الراغب لا يتلقى أي رد أو تجاوب، ما يضطره إلى اللجوء لوسطاء “معتمدين” يتخذون من مدينة طنجة مقرا لهم، ويشترطون عليك إرسال المبلغ المتفق عليه عن طريق وكالة تحويل الأموال” ويسترن يونيون” للحصول على تذكرة السفر.
واستغرب المتحدث من الكيفية التي يتعامل بها الوسطاء دون أي حسيب أو رقيب، ما يؤكد وجود تواطؤ بين السفارة المغربية والشركتين المعنيتين، الذين لا يعيرون أي اهتمام إلى للابتزاز البشع الذي يتعرض المسافرون، وينهجون سياسة “تجاهل” حقوق مغاربة الخارج، خاصة الأسر التي تضم عدة أفراد وترغب في العودة، إذ تصل تكلفة السفر، إلى جانب مصاريف تحاليل كورونا، إلى 6 آلاف درهم للرحلة.
يذكر، أن السلطات الإسبانية، أعلنت أخيرا عن إعادة تصنيف المغرب ضمن قائمة الدول المفروض على مواطنيها إجراء فحص الكشف عن فيروس كورونا قبل الدخول إلى التراب الإسباني، وقررت تنزيله ابتداء من أمس (الأحد) إلى غاية نهاية الشهر الجاري (فبراير)، إذ أصبح المسافرون القادمون من المغرب في اتجاه إسبانيا، ملزمين بتقديم النتيجة السلبية لاختبار كورونا عند الوصول إلى الأراضي إسبانية.