بداية التحقيق في “فاجعة طنجة”

بداية التحقيق في “فاجعة طنجة”

صاحب المعمل وضع رهن الحراسة النظرية والفرقة الوطنية تباشر تحقيقاتها في القضية

16 فبراير, 2021

أمر الوكيل العام لدى استئنافية طنجة، أمس (الاثنين)، بنقل المسؤول القانوني على معمل النسيج، الذي كان مسرحا لوفاة 28 عاملا وعاملة قضوا غرقا الأسبوع الأخير، من المصحة الخاصة التي كان يتلقى بها العلاج، إلى مقر ولاية أمن المدينة، لمباشرة التحقيق معه حول ظروف وملابسات الفاجعة، بعد أن أكد الطبيب المعالج بأن حالته الصحية تحسنت وأصبح بإمكانه مغادرة المصحة.

ونقل المعني (ع.ي)، البالغ من العمر 33 سنة، في حالة اعتقال إلى مكتب تابع للشرطة القضائية بمقر ولاية الأمن، ما يفيد أن الوكيل العام أمر بوضعه رهن الحراسة النظرية، إذ تم استقباله من قبل ضباط الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، الذين أوكلت لهم مهمة الاستماع إلى صاحب المعمل وكل الأطراف المعنية بالحادث، وإعداد مساطر التحقيق وتقديمها أمام النيابة العامة المختصة لتحديد المسؤوليات واتخاذ المتعين.

وبحسب مصادر مقربة من التحقيق، فأنه ينتظر أن تمدد النيابة العامة فترة الحراسة النظرية في حق المشتبه فيه، لمواصلة البحث معه حول ظروف وحيثيات هذا الحادث المؤلم، ومعرفة إن كان المصنع يتوفر على كل الوثائق القانونية، بما فيها الترخيص لمزاولة هذه النشاط الصناعي، وكذا التأمين على الحوادث ووضعية العمال وظروف اشتغال… إذ على ضوء ذلك ستحدد النيابة العامة طبيعة قرار المتابعة من عدمها.

كما ينتظر أن يستمع ضباط الفرقة الوطنية لعدد من المسؤولين لدى السلطتين المحلية والمنتخبة، خاصة رجال السلطة الذين يزاولون مهامهم داخل النفوذ الترابي الذي يقع ضمنه المصنع، وكذا منتخبي المجلس الجماعي وشركة “أمانديس” المفوض لها تدبير الماء والكهرباء وتطهير السائل، بالإضافة إلى العمال الـ 17 الذين نجوا من الغرق وعائلات ضحايا الفاجعة.

وتتوقع نفس المصادر، أن يأمر الوكيل العام عند الانتهاء من التحقيق في القضية وإنجاز المحاضر القانونية، حبس المشتبه فيه احتياطيا على ذمة التحقيق إلى حين الاستماع إليه في جلسة للاستنطاق التفصيلي من قبل قاضي التحقيق بالمحكمة ذاتها، وذلك لتحديد طبيعة قرار المتابعة الذي سيطاله على خلفية هذه القضية، قبل إحالته على غرفة الجنايات الابتدائية لمحاكمته طبقا للقانون.

وعاشت عاصمة البوغاز، الاثنين الماضي (7 فبراير الجاري)، يوما عصيبا ودعت المدينة خلاله جثث 19 فتاة و9 رجال في مقتبل العمر، الذين لقوا حتفهم غرقا داخل مصنع متخصص في إنتاج الملابس وأقمصة ماركات عالمية، يقع بمرآب تحت أرضي بإحدى الفيلات السكنية الواقعة بمنطقة البرانص وسط المدينة، بعد أن غمرته، على نحو مفاجئ، مياه الأمطار الغزيرة والسيول بكميات كبيرة، ليجد حوالي 45 عاملا وعاملة أنفسهم محاصرين في فضاء مغلق لا يتوفر على أي منفذ إغاثة، ما أدى، في وقت وجيز، إلى مصرع أغلبهم غرقا، فيما نجا 17 آخرين بأعجوبة من موت محقق.

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*