تقرير.. وفيات المهاجرين نحو إسبانيا تضاعفت في السنوات الأخيرة

تقرير.. وفيات المهاجرين نحو إسبانيا تضاعفت في السنوات الأخيرة

21 مارس, 2023

كشف تقرير أصدرته جمعية الأندلس لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، أن 40 في المئة من إجمالي الوفيات المسجلة في صفوف المهاجرين الذين حاولوا الوصول إلى إسبانيا، تم تسجيلها فقط خلال السنوات الثلاثة الأخيرة.

وأكدت الجمعية الحقوقية في تقريرها أن هذه الوفيات ليست حادثا عرضيا، بل هي نتيجة لسياسات الهجرة التي تنتهك حقوق الإنسان بشكل خطير على الحدود الجنوبية لإسبانيا، من خلال تشديد المراقبة وعسكرة الحدود، وعدم احترام حقوق المهاجرين.

وحسب ذات التقرير، فقد مات أو اختفى ما لا يقل عن 5744 شخصًا خلال السنوات الثلاث الماضية، وبذلك وصل المسلسل التاريخي إلى 14109 ضحايا، وقد كان عام 2021 العام الذي شهد أكبر عدد من الضحايا (على الأقل 2126) وكان عام 2022 هو العام الثاني، حيث تشير أرقام الجمعية إلى أن هناك 1901 شخصا لقوا حتفهم أو اختفوا خلال العام الماضي.

وأوضح التقرير أن هذه الأرقام تعني أن أكثر من خمسة أشخاص فقدوا حياتهم كل يوم وهم يحاولون دخول الأراضي الإسبانية من إفريقيا، أو بمعنى آخر يموت شخص أو يختفي كل أربع ساعات ونصف تقريبا أثناء رحلة الهجرة لإسبانيا.

وتوقف التقرير على كون جزء كبير من هؤلاء المهاجرين ينطلق من المغرب، لكن سياسات الهجرة بين إسبانيا والاتحاد الأوروبي من جهة، والمغرب من جهة أخرى تؤدي إلى انتهاك حقوق المهاجرين، كما حدث على سياج مليلة في يونيو من العام الماضي بعدما فقد مهاجرون أرواحهم واختفى آخرون، ناهيك عما تعرضوا لهم من ضرب وسجن، وسط إفلات من العقاب سواء في المغرب أو إسبانيا.

واعتبر التقرير ان أحداث مليلية في العام الماضي دليل واضح على قسوة ولا إنسانية سياسات الهجرة المتبعة، التي تمنع المهاجرين من العبور مهما كان الثمن، والاتفاقات مع الدول من خارج الاتحاد وعلى رأسها المغرب هي التي تؤدي إلى تقليص عدد المهاجرين الوافدين على إسبانيا، وارتفاع أعداد الضحايا.

ولا يختلف الوضع بالنسبة لثغر سبتة المحتلة، حيث يحاول المهاجرون من المغرب ومن دول أخرى، بما فيها الدول التي تعيش على وقع الحروب والأزمات، السباحة نحو المدينة المحتلة ومنهم من ينجح ومنهم من يفقد حياته.

ولا تزال الطريق نحو جزر الكناري هي الأكثر دموية، والتي تخلف أعدادا كبيرة من الوفيات في صفوف المهاجرين، خاصة وأن مراقبة السلطات المغربية للحدود الشمالية اضطر المهاجرين إلى التوجه نحو هذه الطريق التي توصف بطريق الموت.

وأفاد التقرير بأن المهاجرين يفقدون حياتهم على هذه الطريق بسبب طول الرحلة واستخدام قوارب غير ملائمة وتشديد المراقبة الحدودية، حيث يفقد 3 أشخاص على الأقل حياتهم يوميا نحو جزر الكناري.

وبخصوص جنسيات الضحايا من المهاجرين، فقد أفاد التقرير بأن 41.5 في المئة منهم من الدول المغاربية، وأزيد من 57 في المئة من دول إفريقيا جنوب الصحراء.ومن بين الأسباب الأكثر شيوعا لوفيات المهاجرين، أشارت الجمعية إلى “الجوع بسبب نقص الطعام أو مياه الشرب، وانخفاض درجة حرارة الجسم، والحروق الناجمة عن مزيج الماء المالح والبنزين”.

وانتقد التقرير بشدة الإفلات من العقاب من طرف المسؤولين عن المآسي التي تنتهك حياة المهاجرين، مما يؤدي إلى تكرارها، وهو ما تعكسه بجلاء أحداث مليلية الأخيرة.

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*