معرض خاص بتطوان للتشكيلي سعيد ريان تحت شعار “ذاكرة الأمكنة“

معرض خاص بتطوان للتشكيلي سعيد ريان تحت شعار “ذاكرة الأمكنة“

22 مارس, 2023

يعرض الفنان التشيكلي سعيد ريان برواق المركز الثقافي اكليل بتطوان ،التابع لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين ، أعماله الفنية البديعة تحت شعار “ذاكرة الأمكنة “.

ولا تخرج اللوحات التعبيرية للفنان سعيد ريان ،المعروضة بالرواق الى غاية يوم 31 من مارس الجاري ، عن نمطه التعبيري الواقعي المعتاد بمنح ابداعاته هامشا جميلا من الألوان ، كيف لا وهو المعروف في الوسط الفني بكونه “رسام الأحاسيس وسلطان الألوان ” .

وترتكز التجربة التشكيلية للفنان سعيد ريان ، وفق ما تبرزه اللوحات المعروضة ، على نمط تعبيري واقعي ،حيث يستلهم مواضيعه من الواقع بمفهومه الشمولي ، لكنها واقعية ليست كتلك التي عهدناها ، بل هي تتجاوز هذه النظرة لكي تنحو نحو الرمزية ، فلوحاته بأسلوبها التشكيلي المتميز وبمواضعها المتنوعة ، تبهرنا بالتفاصيل الحبلى بالبعد الرمزي والتعبيري ، حسب تعبير الناقد يوسف سعدون .

و تحاصرنا الأمكنة في لوحات الفنان ريان العصامي بكل تجلياتها (أزقة ،أبواب شرفات ،نوافذ ..) لكي تحمل لنا دلالات ما وراء هذه الفضاءات ، وهي ” دلالات تعمقها إقاعاته اللونية المؤثثة للفضاء العام للوحة ، إقاعات تشدنا للتفاصيل ، قد تتناغم تارة وقد تتنافر مرة أخرى عند ترجمة الظل والضوء ،لكنها في المجمل تعزف ” سيموفونيات من الألوان والأشكال وتمنحنا احتفالا للعين” يقول الناقد الفني .

وفي هذا السياق ، أشار سعدون بمناسبة المعرض ، الى أن رمزية التشكيلي ريان ، الذي بدأ عرض لوحاته رسميا سنة 1981 ، تتعمق من خلال الشخوص في لباسها التقليدي ، وكذلك طائر الحمام الحافل بالرمزية سواء معلقا أو راكنا في موقع ما من زوايا اللوحة ، مبرزا أن وجود هذه المكونات غالبا ما يأتي منسجما مع البناء العام حتى أنها تبدو متوهجة .

والفنان سعيد ريان ، ابن الشرافات بإقليم شفشاون الذي توج السنة الماضية بالجائزة الأولى لاتحاد القيصر للفنون التشكيلية بالأردن، يرسم المشاهد حينما تنضج في وجدانه ،ولا يعتمد على المشاهدة الآلية ، بل يجسدها بإحساس عميق فتتوهج أسطح المنازل وتظهر الألوان زاهية في الأزقة ، وتعانق عنده الظلال الألوان بكل أطيافها لتنفلت من الرمادي .

وبخصوص الأسلوب الفني لسعيد ريان ، أكد الناقد ، أنه يكشف شغفه الكبير بمواكبة وتسجيل التغيير المستمر الذي يصيب الأمكنة ، و هو يوثق لها بمهارات تقنية متحررة من التقليد ومبرزة قوة لمسات الفرشاة ، فيجعل من اللوحة شاهدا على عصرها .

والتشكيلي ريان ، من منظور الناقد سعدون ، هو أيضا حالم يعيد الحياة للمكان عبر الوصف التشخيص الصباغي ، لكنه وصف جسور ، لا يعيد إنتاج المرئي ، بل يقدمه كما يحس به ، وهو هنا ينحو شيئا ما نحو الإنطوائية .

و الفنان سعيد ريان يعشق مغامرة المحاكاة ، و يتجاوزها ليمنحها عوالم من مشاهد الصفاء.

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*