ميناء طنجة المتوسط يواصل تألقه عالميا ويصعد إلى نادي الكبار في الشحن البحري

ميناء طنجة المتوسط يواصل تألقه عالميا ويصعد إلى نادي الكبار في الشحن البحري

15 يونيو, 2025

يواصل ميناء طنجة المتوسط ترسيخ موقعه كأحد أبرز المنصات المينائية العالمية، بعد أن حقق قفزة نوعية في التصنيفات الدولية الأخيرة، ليصبح أول ميناء إفريقي يقتحم نادي أفضل 20 ميناء حاويات في العالم، ومتقدما على موانئ تاريخية في أوروبا وأمريكا.

ففي تصنيف Alphaliner الصادر في مارس 2024، احتل ميناء طنجة المتوسط المرتبة 19 عالمياً من حيث حجم مناولة الحاويات، بعد أن سجل نمواً سنويا بلغ +13.4%، متفوقًا بذلك على موانئ كبرى مثل نيويورك وهامبورغ. ويعد هذا التصنيف اعترافاً دولياً بالمكانة الاستراتيجية التي يحتلها الميناء على مستوى حركة التجارة العالمية عبر مضيق جبل طارق.

وفي مؤشر الأداء العالمي للموانئ (CPPI) الصادر عن البنك الدولي ومؤسسة S&P، حل الميناء في المرتبة الثالثة عالمياً خلال يناير 2025، بعدما كان قد احتل المرتبة الخامسة في السنة السابقة. وقد نوه التقرير بالكفاءة التشغيلية العالية للميناء، وسرعة مناولة السفن، واعتماده على أحدث أنظمة التسيير الذكية.

وخلال سنة 2023، تعامل ميناء طنجة المتوسط مع 8.6 مليون حاوية مكافئة، ما يمثل 95% من طاقته الإجمالية، كما استقبل 16,900 سفينة، ونقل أزيد من 477 ألف شاحنة من نوع TIR، وحقق رقماً قياسياً في نقل السيارات بلغ نموه +21% مقارنة مع السنة التي قبلها.

ويعزى هذا الأداء المتصاعد إلى عدة عوامل، في مقدمتها الموقع الجغرافي الاستراتيجي عند تقاطع الطرق البحرية بين أوروبا وإفريقيا وأمريكا، إلى جانب بنية تحتية مينائية متقدمة، وتوفره على مناطق لوجستيكية وصناعية حديثة تستقطب استثمارات كبرى من شركات عالمية مثل Maersk وCMA CGM وHapag-Lloyd.

كما ساهمت الأوضاع الجيوسياسية الدولية، خاصة اضطرابات باب المندب، في توجيه جزء من حركة التجارة العالمية نحو طنجة المتوسط، مما عزز من دوره كبديل آمن وفعال ضمن سلاسل التوريد العالمية.

ورغم هذا التألق، يواجه الميناء تحديات ترتبط بقرب بلوغه الطاقة القصوى للاستيعاب، مما يستدعي تسريع مشاريع التوسعة والتحديث لمواكبة الطلب المتزايد، والحفاظ على موقعه الريادي في منطقة المتوسط وعلى الصعيد الدولي.

ميناء طنجة المتوسط، الذي افتتح سنة 2007، لم يعد فقط بوابة المغرب الاقتصادية نحو العالم، بل صار رمزا للتحول العميق الذي تعرفه المملكة في مجالات البنيات التحتية والتنافسية اللوجستيكية، وأحد أعمدة الاستراتيجية الوطنية لتطوير التجارة البحرية والاندماج في الاقتصاد العالمي.

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*