بطولة أمم إفريقيا للمحليين.. بوابة اللاعبين المحليين صوب العالمية

بطولة أمم إفريقيا للمحليين.. بوابة اللاعبين المحليين صوب العالمية

9 أغسطس, 2025

تشكل بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين (الشان)، التي تقام في دورتها الثامنة بشكل مشترك في كينيا وتنزانيا وأوغندا، من 2 إلى 30 غشت، بوابة متميزة أمام اللاعبين الذين ينشطون في البطولات الوطنية بالقارة، ليشقوا طريقهم صوب العالمية.

وتتيح بطولة (الشان)، التي تعد حاضنة للمواهب، للاعبين المحليين فرصة فريدة للبروز على الساحتين القارية والدولية، حيث أصبحت تشكل، عبر دوراتها المتعاقبة، موعدا لا محيد عنه بالنسبة للأطقم التقنية والمنقبين عن المواهب، لاكتشاف أسماء واعدة قادرة على التألق خارج حدود القارة.

ومن أبرز الأمثلة التي شكلت (الشان) نقطة تحول حقيقية في مسيرتها الكروية، حيث فتحت لها الأبواب مشرعة لتبصم على مشوار متميز خارج حدود القارة الافريقية، هناك الدولي المغربي أيوب الكعبي، الذي تألق بشكل لافت في نسخة 2018 التي استضافتها المملكة.

وكان الكعبي، الذي يعد واحدا من أبرز قناصي الأهداف، قد نجح في تسجيل تسعة أهداف في ست مباريات، محققا بذلك رقما قياسيا من حيث عدد الأهداف خلال نسخة واحدة، ليتوج حينها بلقبي أفضل لاعب وأفضل هداف، وهي النسخة التي توج “أسود الأطلس” بلقبها.

وبعد نهاية البطولة، تنافست العديد من الأندية للظفر بخدمات الدولي المغربي، الذي جاور عدة فرق من بينها، على الخصوص، هيبي تشاينا فورتون الصيني، وهاتاي سبور التركي، قبل أن يحط الرحال في صيف 2023 بنادي أولمبياكوس اليوناني، حيث تفتقت موهبته بشكل لافت.

ففي مسابقة دوري المؤتمر الأوروبي، أحرز الكعبي 11 هدفا في 9 مباريات، قاد بها ناديه إلى أول لقب أوروبي كبير في تاريخه، محققا، في الوقت نفسه، رقما قياسيا من حيث عدد الأهداف خلال الأدوار الإقصائية في موسم واحد من المنافسات الأوروبية، متفوقا على أسماء بارزة في كرة القدم مثل كريم بنزيمة.

واختتم الكعبي المسابقة كأفضل هداف، وأفضل لاعب في البطولة، ليصبح أول لاعب إفريقي يسجل أكثر من 10 أهداف في دوري المؤتمر الأوروبي.

ومن بين اللاعبين المغاربة الذين سطع نجمهم أيضا في بطولة (الشان)، هناك سفيان رحيمي، الذي تألق هو الآخر بشكل لافت خلال نسخة 2020 التي أقيمت في الكاميرون، وتوج بها المنتخب الوطني المغربي.

وبفضل أدائه المميز في هذه النسخة، جذب رحيمي إليه أنظار العديد من الأندية، قبل أن ينتقل سنة 2021 إلى نادي العين الإماراتي، الذي بصم معه على موسم استثنائي (2023-2024)، وقاده إلى التتويج بلقب دوري أبطال آسيا.

وأنهى رحيمي المسابقة كأفضل هداف برصيد 13 هدفا، كما اختير أفضل لاعب فيها، ليجسد بذلك المواهب التي يتمتع بها اللاعب المغربي.

أما على مستوى القارة، فهناك العديد من المواهب الإفريقية التي أبانت عن علو كعبها في بطولة (الشان)، التي فتحت لها المجال لتتألق على الصعيد الدولي، من قبيل السنغالي بابي دجيلوبودجي، المحترف حاليا في نادي ساريير التركي، بعد تجارب سابقة في تشيلسي وسندرلاند الإنجليزيين، وكذا الكونغولي جوناتان بولينجي، الذي لعب في الدوري البلجيكي مع ستاندار دو لييج وإكسلسيور موسكرون، إضافة إلى البوركينابي سيريل بايالا، الذي انضم لنادي شيريف تيراسبول في مولدافيا، قبل أن يتعاقد معه نادي لانس الفرنسي.

لقد أصبحت بطولة (الشان) تضطلع بدور محوري في تطوير كرة القدم الإفريقية والترويج لها، على اعتبار أنها توفر أرضية خصبة للاعبين المحليين لإبراز مواهبهم، ومن ثمة تفتح أمامهم أبواب التألق في مسيراتهم الكروية على الصعيد الدولي.

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*