شرعت شركة “مرسى ماروك” في إطلاق طلبات العروض الخاصة بإنشاء مرافق أساسية بمحطة الناظور غرب المتوسط، تشمل مباني إدارية وتقنية وورش صيانة ومحطة كهربائية فرعية، وفق ما نقلته صحيفة لا راثون الإسبانية عن مصادر اقتصادية.
وتأتي هذه الخطوة في سياق منافسة متصاعدة مع الموانئ الإسبانية، خاصة بعد نجاح المغرب في جعل ميناء طنجة المتوسط يتفوق على عدة مرافئ في شبه الجزيرة الإيبيرية.
ويندرج المشروع ضمن عقد امتياز حصلت عليه “مرسى ماروك” سنة 2024 لمدة 25 عاماً، بطاقة استيعابية تصل إلى 3,4 ملايين حاوية (TEU). ومن المتوقع أن تدخل المرحلة الأولى من المحطة حيز الخدمة سنة 2027، بشراكة مع شركة Terminal Investment Limited التابعة لمجموعة MSC العالمية، ما يمنح المشروع قوة إضافية على المستوى الدولي.
وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن توفر الميناء الجديد على ورش صيانة حديثة ومباني مجهزة ومحطة كهربائية عالية الموثوقية سيضمن خدمات بمعايير عالمية، مما يعزز موقع الناظور كمركز محوري في شرق المتوسط، على غرار الدور الذي يقوم به طنجة المتوسط في الغرب، وهو ما يثير قلق إسبانيا من منافس قوي جديد في مجال الموانئ.
ويمتد تأثير المشروع إلى ما هو أبعد من إقليم الشرق، إذ يندرج في إطار سياسة وطنية تهدف إلى موازنة البنية التحتية البحرية بين الواجهة الأطلسية والمتوسطية. ويواكب هذا التوجه إنجاز الطريق السيار الرابط بين جرسيف والناظور، وتطوير مناطق لوجستية حديثة، بما يعزز جاذبية المغرب في سلاسل النقل والتجارة الدولية، وهو ما تعتبره الصحافة الإسبانية مصدر قلق متزايد بالنسبة لمدن مثل مليلية وسبتة المحتلتين.