رست صباح اليوم الأحد “سفينة شباب عمان الثانية” في ميناء طنجة المدينة، بعد مشاركتها في عدد من المسابقات الخاصة بالسفن الشراعية في عدد من الدول الأوربية.
ونظم خالد بن سالم بن أحمد بامخالف، سفير سلطنة عمان لدى المملكة المغربية، زيارة إلى السفينة رفقة مسؤولين مغاربة على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة، في مقدمتهم والي الجهة يونس التازي، ورئيس مجلس الجهة عمر مورو، وسفراء عدد من الدول العربية الصديقة بالمغرب، منهم سفراء مصر والأردن وفلسطين واليمن والسودان والقائم بأعمال سفارة الكويت.
وقال سفير عمان بالرباط إن سفينة شباب عمان الثانية “تقوم بدور محوري في الدعوة إلى السلام والمحبة والتسامح والحوار، ونشر الثقافة العمانية على وجه الخصوص، والثقافة العربية كثقافة مشتركة لعموم الدول العربية”.
وأضاف بامخالف، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “السفينة العمانية التي تحمل طابع التسامح والخير لها تاريخ عريق، وتاريخ عمان البحري يعتبر امتدادا لها”.
واعتبر الدبلوماسي العماني أن حضور سلطنة عمان في مثل هذه المحافل الدولية “له مردود إيجابي في التعريف بالثقافة الإسلامية والثقافة العربية والعمانية على وجه الخصوص”.
كما أعرب السفير العماني عن شكره لـ”المملكة المغربية قيادة وشعبا، والسلطات في جهة طنجة تطوان الحسيمة، وعلى رأسها الوالي، وما قدمته من تعاون، وكذلك البحرية الملكية المغربية التي قامت بمجهود مهم لاستقبال السفينة وتسهيل رسوها”، مؤكدا تطلع بلاده نحو مزيد من التعاون مع المغرب.
من جهته قال عيسي بن سليم الجهوري، قبطان سفينة شباب عمان الثانية، إن سفينة البحرية السلطانية العمانية شباب عمان الثانية تمثل “سفيرا عائما لسلطنة عمان يحمل العديد من الرسائل”، مؤكدا أن أول رسالة تتمثل في “الصداقة والسلام من سلطنة عمان لكافة شعوب العالم”.
وأفاد الجهوري بأن السفينة أبحرت من أقصى الشرق ووصلت إلى أقصى الغرب، إلى ميناء طنجة المدينة، مشددا على أنها تقوم بالعديد من المهام، لعل أبرزها “تحقيق مبادئ رؤية عمان 2040 من خلال دعم الشباب العماني”.
وسجل المتحدث ذاته أن السفينة العمانية تحمل على متنها قرابة 40 طالبا وطالبة يتعلمون مختلف العلوم والمهارات البحرية، مبرزا أنهم يتلقون دروسا في علوم الملاحة والفلك والطقس وفنون الإبحار والسفن الشراعية.
وزاد القبطان مبينا أن السفينة عبارة عن “أكاديمية بحرية تقدم مختلف العلوم البحرية للطلبة”، مشيرا إلى أن من أبرز أدوار السفينة “الترويج السياحي والثقافي لسلطنة عمان، والتدريب على الإبحار الشراعي؛ وكذلك نشر رسالة سلطنة عمان لجميع الدول، وهي الصداقة والسلام”.
ومن مميزات السفينة أكد الجهوري أنه جرى تسجيلها في قائمة التراث الثقافي اللامادي لمنظمة “اليونيسكو”، ونالت شهادة صون التراث الثقافي غير المادي من خلال الحوار المستدام للسلام، لافتا إلى أن سفينة شباب عمان الأولى في سلطنة عمان انطلقت منذ 1974 وحتى 2014، لتأخذ سفينة شباب عمان الثانية المشعل وتكمل المسير لنشر رسالة البلاد.
وتمثل السفينة العمانية تحفة تاريخية، إذ يبلغ طولها 86 مترا وعرضها 11 مترا، فيما يلغ ارتفاعها 52 مترا، وتحمل على سواريها 26 شراعا، فيما تبلغ مساحتها الإجمالية 2630 مترا مربعا، وشاركت في 5 مسابقات دولية في كل من فرنسا واسكتلندا والنرويج والدنمارك، واحتلت المركز الثاني.