عامل إقليم الحسيمة يترأس لقاء تشاورياً حول برنامج التنمية الترابية الجديد

عامل إقليم الحسيمة يترأس لقاء تشاورياً حول برنامج التنمية الترابية الجديد

13 نوفمبر, 2025

انعقد، أمس الأربعاء بمقر عمالة الحسيمة، لقاء تشاوري موسع حول إعداد الجيل الجديد من برنامج التنمية الترابية المندمجة لإقليم الحسيمة.

ويأتي هذا اللقاء التشاوري، الذي ترأسه عامل إقليم الحسيمة فؤاد حاجي، في إطار تفعيل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الواردة في خطاب العرش ليوم 29 يوليوز الماضي، وفي الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة من الولاية التشريعية الحادية عشرة.

وفي هذا السياق، أكد السيد حاجي أن هذا اللقاء يهدف لاستشارة مختلف الفاعلين المؤسساتيين والمنتخبين وممثلي هيئات المجتمع المدني بإقليم الحسيمة، حول التحضير لإعداد الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، عملا بالتوجيهات الملكية السامية.

واعتبر، في كلمة بالمناسبة، أن اللقاء يروم خلق فضاء للنقاش والتشاور وبلورة أفكار، لتحديد أولويات برنامج التنمية الترابية، مبرزا أن مصالح عمالة الحسيمة، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، باشرت تنظيم عدة لقاءات تشاورية مع مختلف الفاعلين المحليين، من منتخبين ومصالح خارجية، ومؤسسات عمومية و قطاع خاص ومؤسسات أكاديمية ومجتمع مدني، بغاية بلورة مشاريع مندمجة ومتكاملة تجسد الحاجيات الحقيقية للساكنة، وفق مقاربة تعطي الأولوية للإنصات للمواطن قبل صياغة برامج التنمية وتنفيذها.

وأضاف أن المنظور الجديد لهذه البرامج يأتي امتدادا للإصلاحات التي أطلقها صاحب الجلالة منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين، والتي تعمل على إرساء دينامية متواصلة لتعزيز البنية التحتية وتقليص الفوارق الترابية وتحسين ظروف العيش، مشيرا إلى أن هذا البرنامج يرتكز على أربعة محاور أساسية، تتمثل في إنعاش الشغل، وتعزيز الخدمات الاجتماعية الأساسية، والتدبير الاستباقي والمستدام للموارد المائية، والتأهيل الترابي المندمج.

وتم بالمناسبة تقديم عرض يشخص القطاعات الحيوية، والمؤهلات الطبيعية التي يزخر بها الإقليم، واستعراض معطيات ترابية، ترصد البنية التحتية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والمؤهلات الكبرى التي تميز إقليم الحسيمة.

من جهتهم، أكد العديد من المتدخلين، على أهمية هذا اللقاء التشاوري، الذي يروم صياغة تصور متكامل لتحقيق الأثر الملموس على حياة المواطنين، عبر تنمية ترابية مندمجة ومستدامة، تراعي حاجيات كل جماعة، والمشاريع ذات الأولوية التي ينبغي تنفيذها، وإرساء تنمية ترابية مندمجة، ترتكز على التقاء السياسات القطاعية، والعناية بالمجالات الحيوية بالنسبة للساكنة، لاسيما تلك المتعلقة بالقطاعات الاجتماعية مثل الصحة والتعليم.

ونوه المتدخلون، من منتخبين وفاعلين في المجتمع المدني والاقتصادي والشباب، بانعقاد هذا اللقاء التشاوري، مؤكدين على أهمية تحقيق الانسجام بين البرامج الترابية والجيل الجديد من البرامج التنموية، التي ينبغي أن يكون لها وقع ملموس ومباشر، مشددين على ضرورة تبني مقاربة تضع الحكامة الجيدة في صلب السياسات العمومية، وتعزيز التواصل الفعال بين جميع الإدارات والأطراف المعنية من أجل بلوغ الأهداف المرجوة.

ودعا المتدخلون لتبني تصور جديد للتنمية يقوم على الانتقال من منطق تشييد البنيات التحتية إلى منطق تحقيق الأثر الملموس على حياة المواطنين، من خلال تنمية ترابية مندمجة ومستدامة تعزز العدالة الاجتماعية والازدهار في مختلف ربوع الإقليم، وتنمية المناطق الجبلية عبر سياسات مندمجة تراعي خصوصياتها ومؤهلاتها الكبيرة، وتفعيل أمثل للتنمية المستدامة للسواحل والشواطئ، وإيلاء الاهتمام الأكبر للمجال التربوي والصحي والبنيات التحتية الطرقية، وإعداد برامج توفر فرص الشغل.

يذكر أن اللقاء يمثل الإطلاق الفعلي لمسار إعداد الجيل الجديد من برنامج التنمية الترابية المندمج لإقليم الحسيمة، حيث ستتواصل المشاورات من خلال ورشات قطاعية، محلية وإقليمية، من أجل القيام بالتشخيص والتحليل الترابي المحلي، ثم تحديد الأولويات وترتيبها، قبل المرور إلى صياغة والمصادقة على البرنامج.

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*