كشفت عملية “بسيج” التي حجزت خلالها طنا وأربعة كيلوغرامات من مخدر الكوكايين عالي التركيز بقيمة 200 مليار، عن تورط متهمين جدد من موظفي الدولة، ضمنهم كولونيل بالبحرية الملكية، ودركي كان يزاول مهام رئيس مركز ترابي، ومساعده إضافة إلى آخرين، كما أنهت سلسلة عمليات ناجحة، نفذتها الشبكة نفسها، بطنجة وسيدي بوسلهام شمال القنيطرة وبونعايم بالجديد.
وبحسب يومية “الصباح” التي أوردت الخبر، فقد نسجت شبكة التهريب الدولي للمخدرات، والتي يتزعمها بارون معروف في الشمال، علاقات مع مسؤولين، لتأمين عبور المخدرات برا وبحرا، كما أوضحت الأبحاث التي أجرتها “بسيج” أن كولونيل البحرية والمسؤولين الدركيين كانوا يتسلمون مبالغ بالملايين، مقابل تسهيل تنقلات أفراد شبكة التهريب وعدم افتضاح عملياتهم.
ونجحت الشبكة ، منذ 2016، في مجموعة من عمليات تهريب المخدرات؛ إلى أن تم حجز الشاحنة المحملة بأزيد من طن من الكوكايين عالي التركيز، الأسبوع الماضي، ووصول المحققين إلى شقة بحي السلام بالجديدة حيث أقام المتهمون أثناء إعدادهم للعملية، وتبين أن الشقة في ملكية دركي يعمل بسرية الجديدة.
وفضحت اعترافات زعيم الشبكة (أ.ه)، تواطؤ المسؤولين سالفي الذكر، إذ كشف أنه قرر منذ 2010 تغيير مكان مزاولة نشاطه الإجرامي من منطقة سيدي علال التازي ومولاي بوسلهام لأنهما أضحتا تشكلان خطرا على نشاطه، إلى شواطئ إقليم الجديدة، ولتأمين وصول شحنات المخدرات إلى ضفاف أوربا نسج علاقة بالكولونيل؛ العامل بصفوف البحرية الملكية بالبيضاء، والذي سبق أن تعرف عليه بالعرائش في 2013 عن طرق أحد الدركيين، ما وفر الحماية لشحنات المخدرات.
كما أقر زعيم الشبكة أن شقة حي السلام التي أوقف بداخلها رفقة ثلاثة آخرين تعود ملكيتها إلى صديقه الدركي، رئيس مركز الدرك الملكي باثنين هشتوكة بإقليم الجديدة، والذي يخضع شاطئ بونعايم لنفوذه الترابي.
وخلصت الأبحاث إلى أن أفراد الشبكة الإجرامية متخصصة في نقل وتهريب المخدرات القوية التي تنشط بين أمريكا اللاتينية وأوروبا، والتي بها امتدادات دولية وإقليمية ووطنية، وأن شحنة الكوكايين كانت متوجهة إلى إسبانيا، عبر طنجة، إذ أن زعيم الشبكة كان ينفذ مخططا لبارونات دوليين، ربطوا به الاتصال لتقديم المساعدة لهم بنقل شحنة الكوكايين من مركب أجنبي بالمياه الإقليمية بالداخلة إلى غاية شاطئ بونعايم، ونقلها وتسليمها للمهربين بطنجة، قبل وصولها إلى إسبانيا.
وينتظر أن تكشف جلسات الاستنطاق التفصيلي مع المتورطين عن متهمين آخرين، بعد أن أودع الثمانية من قبل قاضي التحقيق بابتدائية الجديدة، سجن سيدي موسى بالجديدة، ووجهت لهم تهم النقل والتهريب الدولي للمخدرات الصلبة “الكوكايين والشيرا” واستغلال النفوذ، والإرشاء والارتشاء والمشاركة، وحيازة وسائل نقل مشكوك في مصدرها.