غاصت مسرحية “بيلماون”، التي عرضت مساء أمس السبت بتطوان في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح، في أنتروبولوجبا أسطورة بوجلود في سياق مسرحي حكواتي يمزج بين فن “الحلقة” وتقنيات المسرح الحديثة.
وتحكي المسرحية، لمخرجها أمين غوادة، قصة زعيم يدعى “أماون” يترأس مجموعة من قبائل سوس،كان يملك كبشا فحلا من سلالة نادرة، يدعى “إيزغر”، اختفى في ظروف غامضة، بعد تعرض البلاد والعباد لجفاف أتى على الأخضر واليابس.
ولم تجد القبائل، بحسب النص المسرحي، بعد نفوق ماشيتها ورفض سيد قبائلها منحها “إيزغر” بدا سوى من سرقة الكبش الفحل حتى تتمكن من تخصيب نعاجها وتعويض خسارتها.
أما أماون الذي يأس من إيجاد الكبش التائه، لم يجد حلا أمامه سوى قبول خطة الساحرة “هرمة” بأن تحوله إلى كبش حتى يتمكن من التواصل مع النعاج لمعرفة الحقيقة، فيخرج السيد في موكب مهيب، وروحه تسكن جسد كبش يتجسس ويتلصص بين النعاج حتى يتبين كنه الأمر ويكشف خيانة القبائل.
ويعد هذا العرض المسرحي إبداعا جديدا مستوحى من التراث الشفهي المغربي، لاسيما أسطورة “بوجلود” منه في قالب يمزج بين المسرح الحديث وتقنياته وفن “الحلقة” الشعبي، وذلك في شكل حكاية خرافية من نوع الحكايات المغربية المتوارثة.
وقال غوادة مخرج المسرحية ومؤلفها ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن مسرحية “بيلماون” هي مزيج بين تقنيات فن “الحلقة” والتقنيات المسرحية المعاصرة، مبرزا أن هذا العرض المسرحي ينهل من أنتروبولجيا العادات والتقاليد المغربية.
وأضاف أنه بهذا العمل يحاول تجسيد أصل أسطورة “بيلماون” المقترح والمتخيل والمبني على معطيات تاريخية، حاول الاشتغال عليها من خلال الملابس القديمة التي تعود إلى عقود خلت وكذا من خلال الخرافات التي كانت سائدة آنذاك.
وتحركت الشخصيات على الركح بتناغم كبير وحركات رشيقة ومتناسقة، وتعاقبت على تأدية جميع الأدوار محولة بذلك خشبة المسرح إلى ساحة من الساحات العمومية حيث يؤدي الحكواتيون عروضهم التقليدية في شوارع المدن العتيقة.
وعلى إضاءة خافتة ومسرح خال من الديكور، انتزع الممثلون شخصيات عديدة وارتدوا أخرى كثيرة مع نزعهم لأقنعتهم وألبستهم وارتدائهم غيرها.
وتجدر الإشارة إلى أنه، خلال اليوم الثاني من انطلاق فعاليات المهرجان الوطني للمسرح، تم عرض ثلاث مسرحيات خارج المسابقة وهي مسرحية “فلاش باك” لفرقة مسرح أبعاد من الدار البيضاء، ومسرحية “حتى هو حشومي” لفرقة مسرح الثلاثة من الدار البيضاء ومسرحية “تجزيرت إيغايدن” لفرقة أزول من الناظور.
وتتضمن هذه الدورة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وبتعاون مع ولاية جهة طنجة – تطوان – الحسيمة والمجالس المنتخبة بالجهة ومدن تطوان والمضيق والفنيدق، عقد لقاءات الثنائيات تحت شعار “في الفن والحياة”، وندوة فكرية حول “التوثيق المسرحي : الواقع والآفاق”، فضلا عن ورشات تكوينية بكلية الآداب وعدد من الثانويات.
وتتنافس على جوائز هذه الدورة، 12 مسرحية من تطوان والرباط والحسيمة وأكادير والمحمدية والدار البيضاء والداخلة ومراكش والعيون والقنيطرة.
ويتعلق الأمر ب “بريسا” لعلي البوهالي و”بيلماون” لأمين غوادة و”إيتسوض عاوذ” و”أسترا” لمحمد آيت سي عدي و”نجمة” لأمين غوادة، و”أفرزيز” لبوسرحان الزيتوني ، فضلا عن مسرحية “العلوة” لمحمد الحر، و”الخالفة” لأمين ناسور، و”صباح ومسا” لعبد الجبار خمران و”لمبروك” لأمين ناسور و”حاسي بلا كعر” لهشام ابن عبد الوهاب، و”نسيان” لمسعود بوحسين.
وتتشكل لجنة التحكيم الرسمية من الكاتب المسرحي ، أحمد مسعاية (رئيسا)، وكل من الفنانين دنيا بوطازوت وفضيلة بنموسى وعبد الحق الزروالي وحسن بنجلون والحسين الشعبي وبوسلهام الضعيف وسالم اكويندي ومحمد الأزهر بصفتهم عضاء.