القوات المساعدة.. حزام الأمان في مواجهة كورونا والتضحية من أجل سلامة الوطن

القوات المساعدة.. حزام الأمان في مواجهة كورونا والتضحية من أجل سلامة الوطن

22 يوليو, 2020

حيثما وليت وجهك قبل كل الاتجاهات، تجدهم حاضرين دوما وفي كل المناسبات، مستعدين للتدخل في جميع الحالات وتقديم الدعم والمساندة الممكنة، هم حقا اسم على مسمى رجال كرسوا حياتهم للتضحيات الجسام من أجل الوطن وسلامته، والمساعدة والمساهمة إلى باقي التشكيلات الأمنية بمختلف أسلاكها في حفظ النظام والأمن العموميين.

ببزاتهم التي يميل لونها إلى البني الفاتح وقلنسوة تغطي الرأس مثبت عليها بإتقان شعار المملكة المغربية، ومن أصغر رتبة إلى أخرى أعلى، جهاز “لاسلكي” في اليد وسيارات بيضاء اللون مرقونة عليها رمز هذه القوات بالأحمر والأخضر، يجوبون الشوارع والأزقة ومختلف المرافق، وآخرون يرابطون في أماكن ومؤسسات معينة، لا يكلون جهدا في الوقوف ساعات طويلة في الحر صيفا والبرد عندما يشتد شتاء. لا يلقون بالا للمصاعب فقد تعودوا على قسوة المواقف واكتسبوا المناعة والقدرة على مواجهة الصعب والعسير، ولا يتذمرون ما داموا قد أدوا القسم يوم أعلنوا الانخراط في سلك القوات المساعدة، معلنين الولاء والإخلاص للملك والوطن.

أثبت رجال القوات المساعدة جدارتهم في العديد من المحطات التي مرت منها بلادنا، وخلال تفشي فيروس كورونا المسبب لوباء كوفيد 19، كان هؤلاء في الصفوف الأمامية لمواجهة الوباء بمعية زملائهم في باقي صنوف القوات العمومية. شارك هؤلاء الرجال، بشكل يومي، ليل/ نهار، وطيلة شهور، (شارك) في توعية المواطنات والمواطنين بمخاطر الوباء وضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وتدخلوا لزجر كل من لم ينضبط لحالة الطوارئ الصحية التي فرضتها الدولة المغربية، وضبط كل من خرق الحجر الصحي كإجراء رائد اختارت بلادنا تفعيله في مواجهة الوباء والحفاظ على صحة وسلامة المواطنات والمواطنين.

شكل رجال القوات المساعدة خلال تفشي الوباء حلقة أشبه بالعين الساهرة التي لا تنام، من أجل أن ينام المواطن ويرتاح بالمقابل، كانوا يراقبون البؤر الوبائية ويلحون على المواطنات والمواطنين ارتداء الكمامات الوقائية حماية لأنفسهم وأهلهم وذويهم. وبالجهد الذي بذله هؤلاء الرجال إلى جانب باقي المتدخلين من رجال الأمن العمومي والسلطات والأطر الطبية والتمريضية وغيرهم، استطاعت بلادنا احتواء الوباء والتقليل من حجم المخاطر التي كانت متوقعة ومنتظرة.

لقد تعودنا من هؤلاء الرجال المثابرة في العمل وأداء الواجب والتضحيات الكبيرة، فعلى سبيل المثال، وبالضبط بتاريخ 17 يوليوز 2020 وحوالي الساعة 19:00 مساء، تعرض أحد عناصر القوات المساعدة (ي. د) لحادثة سير خطيرة، أثناء قيامه بمهامه الموكلة إليه بالسد الإداري بجوار مركز محمد الخامس لذوي الاحتياجات الخاصة بسلا الجديدة، حيث نقل على إثرها وهو في حالة غيبوبة إلى المستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط لتلقي العلاجات الضرورية.

هذا العنصر الشاب نموذج للتضحية وحسن الأداء في العمل، وما الحادثة التي تعرض إليها إلا نموذج للأخطار والمواقف التي يواجهها هؤلاء الرجال بشجاعة قل نظيرها، وإن سألتهم عن السر في ذلك، قالوا لك: كل شيء يهون من أجل الوطن وسلامته وأمنه واستقراره ورفعته.

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*