في وقت تعيش فيه الأقاليم الشمالية رعبا وهلعا كبيرين بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، يجد سكان جماعة الزينات، التابعة لقيادة ابن قريش بإقليم تطوان، أنفسهم مهددين بشبح العطش والجفاف، بعد أن أجبروا على قطع مسافات طويلة على متن الدواب بحثا عن لترات محدودة لسد حاجياتهم من الماء الشروب، رغم حالة الطوارئ الصحية التي تفرضها السلطات المحلية لمواجهة جائحة “كوفيد 19”.
وقال مواطنون في اتصال بـ “الشمال بريس”، إن سكان الجماعة، التي تقع على الطريق الوطنية رقم 2 الرابطة بين طنجة والحسيمة، يعيشون أزمة حقيقة منذ أكثر من ربع قرن، نتيجة ندرة الماء الصالح للشرب، الذي يعتبر مادة حيوية وأساسية لحياة البشر والحيوان والشجر على حد سواء، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية الحالية، التي ينتشر فيها الوباء بالمنطقة بشكل مخيف، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض أخرى جراء استعمالهم لمياه آبار ومطفيات تقليدية لا تخضع لأي معايير صحية.
وذكر عدد من المتضررين، الذين فضلوا عدم الكشف عن هويته، أنه برغم التعليمات الملكية السامية بضرورة الإسراع في تزويد المناطق القروية والنائية بالماء الصالح للشرب، مازالت جماعة الزينات، التي تتوفر على سدين بترابها (سد النخلة وسد الشريف الإدريسي)، تعاني من العطش وتنتظر تفعيل برنامج تزويد المنازل بالماء الصالح للشرب، المصادق عليه منذ سنة 2012.
وأوضح السكان، أن تراب جماعتهم برمج ضمن المخطط الجهوي الخاص بتزويد 413 دوارا بالماء الصالح للشرب، الذي يندرج ضمن برنامج الحد من الفوارق المجالية والاجتماعية برسم الفترة الممتدة من 2019 إلى 2023، ورصدت له قيمة إجمالية تصل إلى 825 مليون درهم، إلا أنهم لازالوا ينتظرون الوعود التي يتوصلون بها من حين لآخر من طرف رئيس الجماعة وممثلي المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، إذ لحدود الساعة لم يستفد أي منزل من الربط بشبكة الماء الشروب.
وسبق لسكان جماعة الزينات، أن راسلوا السلطات الإقليمية بتطوان ووجهوا نداءات متكررة إلى وجميع الجهات المعنية، قصد التدخل لإيجاد حل لهذا المشكل وإرساء بنية تحتية تساعد على استقرار السكان، بدلا من دفعهم إلى هجرة جماعية نحو الحواضر المجاورة، مشددين على ضرورة تدخل الدولة، باعتبارها الأساس الذي يمكن الاستناد إليه في التطور الاجتماعي، وسن سياسات تجعل من الثروة المحلية دعامة للتنمية الترابية.