لازالت موجة الانتحارات مستمرة بمدينة طنجة، وتحصد كل يوم ضحايا جدد من مختلف الأعمار والأجناس، وهذه المرة جاء الدور على شاب وشابة في مقتبل العمر، الأول عثر عليه مشنوقا في ظروف غامضة داخل منزل أسرته بحي بني مكادة، وثانية نجت بأعجوبة من موت محقق بعد أن رمت بنفسها من الطابق الثاني بمنزل عائلتها الواقع بحي بنكيران وسط المدينة.
واستنادا إلى مصدر أمني، فإن الهالك، وهو تلميذ يبلغ من العمر 18 سنة، عثر عليه أفراد أسرته مشنوقا بواسطة حبل ملفوف حول رقبته، ليبادر أهله بإخطار السلطات المحلية التي حضرت مصحوبة بعناصر الشرطة العلمية، وأنجزت محضر المعاينة قبل أن يتم نقل الجثة إلى المستودع الجماعي للأموات، حيث أمرت النيابة العامة بإعداد تقرير مفصل يحدد كافة التفاصيل المرتبطة بملابسات وقوع هذا الحادث، ويوضح الأسباب الحقيقية للوفاة قبل تسليم الجثة لأهلها من أجل الدفن.
ولم تمض سوى بضع ساعات عن الحادث المؤسف المذكور، حتى تفاجأ سكان حومة “الزوفري” بحي بنكيران بنبأ محاولة انتحار شابة لا يتعدى عمرها 18 سنة، التي ألقت بنفسها بطريقة تراجيدية من الطابق الثاني مخلفة ذهولا وصدمة بالغة لدى أسرتها ومعارفها بالحي، حيث تم نقلها على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجهوي محمد الخامس بالمدينة، وهي في حالة غيبوبة تامة بسبب ارتطامها بقوة كبيرة مع الأرض، إذ لا زالت ترقد بقسم العناية المركزة لإصابتها بكسور وجروح خطيرة برأسها وفي أنحاء مختلفة من جسدها.
وتعرف مدينة طنجة في الفترة الأخيرة سلسلة من الانتحارات التي توالت بين المواطنين بشكل متسارع ومفزع، لا سيما لدى الشباب والطبقات الفقيرة والمعوزة، وهو مؤشر يعزوه المراقبون إلى الظروف المعيشية والمادية الصعبة، وكذا العنف النفسي والجسدي وانعدام الوازع الديني، فيما يراه البعض الآخر بأنه نتيجة تأثيرات الانفتاح السلبية والتطور الهائل والكبير لتكنولوجيا الاتصال ووسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أصنافها…