ينظِّم المعهد الثقافي الفرنسي بطنجة، بشراكة مع المؤسسات الثقافية ومجموعة من أروقة الفن، الدورة الثالثة لتظاهرة “مسار الفنون بطنجة” من 1 إلى 31 أكتوبر 2021.
وافتتحت الفعالية مساء الخميس بمعرض جماعي برواق الفن المعاصر محمد الدريسي، بحضور مسؤولي المعهد الفرنسي والمديرية الجهوية للثقافة وأصحاب أروقة العرض والفنانين المشاركين وعدد من المهتمين والفاعلين في المشهد الفني بطنجة.
وتأتي هذه التظاهرة لتؤكد الإرادة المشتركة لدى الفاعلين الثقافيين المحليين لإنشاء وتنشيط وتقاسم الفضاء المشترك، المكون من كل أمكنة العرض، من أجل تثمين الفنون البصرية، حيث سيشكل “مسار الفنون بطنجة”، مناسبةً لاقتراح جولة في الفضاءات الثقافية والفنية ال 12 المشاركة في الفعالية.
ويتيح المسار، لسكان طنجة وزوارها، لحظة تلاق مع الفن المعاصر، حيث يصير فضاء جامعا يتبدى فيه الفنان في صورةَ المفكِّر والباحث والفاعل الاجتماعي.
وأبرز المنظمون أن المسار يقترح 12 رواقا ومكانا للعرض بمشاركة 18 فنانا، تشكيليين ونحاتين ومصورين فوتوغرافيين، بهدف دمقرطة الثقافة وإعادة اكتشاف مدينة طنجة برؤية فنية معاصرة، على اعتبار أن الأمر يتعلق بتظاهرة جامعة تقترح برمجة ثقافية منسقَة ومتقاسمة، تصبو إلى أن تكون واجهة ثقافية مضيئة لهذه المدينة المنفتحة والدولية، مدينة اللقاء والتبادل.
وأضافوا أن هذه التظاهرة تعبر عن انخراط الفاعلين الميدانيين في خدمة الثقافة بكل أبعادها، وهي دليل أيضا على تلك الحيوية الخاصة التي تجعل مدينتنا تعيش يوميا على إيقاع الثقافة، من حيث جاءت هذه المبادرة بعد تشاور وحوار بين الفاعلين المحليين المنخرطين في النهوض بالثقافة والفنون بطنجة.
وسيكون الزوار على موعد مع مقاربات متعددة، فإذا كان بعض الفنانين قد وجهوا نظرتهم نحو مختلف الجوانب الحضارية للمملكة المغربية (التاريخ، الدروب، المدن العتيقة، بورتريهات شخصية)، فإن آخرين فضلوا حمل رسالة ملتزمة، بيئية وكونية، أو جنحوا إلى مقاربة جيوانية بمسحة إِنسانية (ذكريات الطفولة، الذاكرة، الجسد …).
هي جولة متاحة أمام المولعين بالفنون البصرية تطوف في شوارع طنجة، بالانتقال من رواق إلى آخر، والاقتراب أكثر من تاريخ المدينة، واكتشاف هويتها الغنية، والتعرف على منابع الإلهام لبعض الفنانين المشاركين في “مسار الفنون”.
وأبرز مدير المعهد الفرنسي لطنجة-تطوان، أوليفيي غالان، في كلمة خلال افتتاح التظاهرة، أن الأمر يتعلق بالدورة الثالثة، بعد دورتي 2018 و 2019، موضحا أن فلسفة المسار لم تتغير وتتمثل في خلق تضافر بين الفاعلين في المشهد الثقافي من أجل دعم الفنون و تثمين تراث مدينة طنجة.
وقال إن “مسار الفنون يقترح اكتشاف هذا الثراء الثقافي من خلال أعمال الرسامين والنحاتين والمصورين الفوتوغرافيين، والانغماس في شوارع طنجة وشخصياتها الشهيرة، بينما بعض المشاركين آثروا الاشتغال على الرسائل الكونية أو فقط إعادة إحياء تجاربهم الشخصية”، معتبرا أن “مدينة اقتصادية بدون ثقافة ستكون فقيرة حقا”.
من جانبه، أشار المدير الجهوي للثقافة، كمال بنليمون، أن المعرض يجسد روح طنجة المنفتحة، أرض اللقاء والفعل المشترك، مبرزا أن آفاق الفعل الثقافي بالمدينة واعدة بفضل التزام وتفاني الفاعلين الثقافيين، خاصة في ظل المشاريع المهيكلة التي تشهدها المدينة.
وتتوزع المعارض في هذه التظاهرة على رواق الفن المعاصر محمد الدريسي بعنوان “نحو اكتشاف المسار”، و رواق دلاكروا لأعمال إرنست بنيون إرنست، ورواق معهد سيرفانتس لكونسويلو هرنانديز بعنوان “طنجة، بورتريه غير مكتمل”، ورواق دار الفن لنافع بن كريش وسابرين لحرش بعنوان “بين خيْطيْن”، ورواق الفن المدينة للزبير هلال بعنوان “طنجة”، ورواق كنط لسعيد المساري بعنوان “ذاكرة”.
بينما يحتضن رواق مكتبة “أنسوليت” معرض التشكيلي العصامي عبد الله الخيروني بعنوان (Back to beat in Tangier )، ورواق أرطنجيس معرضا للفوتوغرافي جاك بلان بعنوان “المغرب عبر الصور القديمة، فيما تعرض بمقر المفوضية الأمريكية فاطمة الغرباوي بعنوان “انبعاث : نشيد للمدينة القديمة”، وبرواق كونيل بشارع النخيل يقدم الهادي فكروني “آلام الجسد”، وبرواق كونيل الثاني بشارع الموحدين عبد الغني بوزيان “أقنعة عبد الغني بوزيان”، وبرواق 49 تنظم ورشات الإبداع.
ويجعل استثمار الفضاءات العمومية والثقافية، وتجميع الجهود وتضافرُها وضمانُ الالتحام بين الفاعلين العموميين والخواص، الجمهور يكتشف طنجة من منظور مختلف مغاير، يخلق المتعة والابتكار.