تشهد موانئ جنوب اسبانيا، منذ بداية الأسبوع الماضي، حالة من الاحتقان والتوتر في أوساط الجالية المغربية المقيمة بالخارج، خصوصا بميناء الجزيرة الخضراء، بعدما وجدت أنفسها في مواجهة جحيم حقيقي نتيجة التدفق الكبير للمسافرين وعشرات السيارات التي حلت بأرضية الميناء، وغياب التعزيزات الأمنية الضرورية، ما تسبب في ارتباك وخلل كبيرين بالنظام العام.
وعبر عدد من مغاربة العالم، في اتصال مع “الشمال بريس“، عن غضبهم وتدمرهم لعدم اتخاذ السلطات الاسبانية التدابير اللازمة لمواكبة عملية “مرحبا 2022″، واحتواء التدفق المنتظر للمهاجرين المغاربة العائدين إلى أرض الوطن لقضاء عطلتهم الصيفية والاستمتاع بأجواء عيد الأضحى المبارك، مؤكدين أن الارتجال وسوء التنظيم كانا سيدا الموقف داخل الميناء الاسباني، الذي لم يستطع استيعاب هذا الكم الهائل من السيارات والحافلات العابرة لمضيق جبل طارق، نظرا لمحدودية أرصفته وقلة مرافقه.
وخلفت هذه الأجواء المشحونة، انتقادات حادة وجهها اتحاد نقابة العمال بالموانئ الأندلسية لمسؤولي المؤسسات المعنية بتدبير عملية عبور المضيق، بسبب سوء تقديرهم لتوقع توقيت تدفق أفراد الجالية المغربية على ميناء الجزيرة الخضراء، وعدم وصول التعزيزات الأمنية في الوقت المناسب، ما جعل أفراد الشرطة العاملين بالميناء يجدون أنفسهم مثقلين بأعباء ووضع لا يطاق.
وأعربت ذات النقابة، في بلاغ نشرته في صفحتها على فايسبوك، عن أسفها اتجاه عمال الشركة المسؤولة عن ترتيبات وقوف السيارات والتحقق من التذاكر، التي تأخرت في تأهيل المراحيض الخاصة بالمسافرين وظلت أغلبها مغلقة، وهو الأمر الذي زاد من حجم معاناة أفراد الجالية المغربية، قبل أن تقرر، كحل لهذه الفوضى، تشغيل عمالها أيام الإجازة بدون تعويض.
وقالت النقابة، إن “وجود مثل هاته العوائق يعتبر أمرا غير مقبول، لأن أيام التوافد الكبير للمسافرين معدودة، وإذا ما لم يتم توفير الإمكانات اللازمة فإن عملية العبور لهذه السنة ستكون معقدة، الأمر الذي يتطلب تخطيطا جيدا من خلال تعزيز الموانئ بأكبر قدر ممكن من رجال الأمن في جميع الدوائر”.