بثت قناة “تيلي سينكو”، تحقيقا صحفيا، سلطت فيه الضوء على ظروف العمل، بمصانع النسيج في مدينة طنجة، التي تصدر ملابس جاهزة لإسبانيا.
وكشفت القناة الإسبانية في التحقيق المصور أن عددا من العمال المغاربة يتم استغلالهم بأشكال مختلفة، لعل أبرزها الأجور الزهيدة مقابل إنتاج ملابس رخيصة وبيعها بأثمان باهضة في إسبانيا ودول أخرى، والعمل ليل نهار لإنتاج طلبات يتفق عليها أرباب العمل ومستثمرون إسبان.
ونقل التحقيق الصحفي الذي صور بالكاميرا الخفية مشاهد صادمة تظهر عمالا مغاربة “لا يرفعون رؤوسهم وينتجون عشرات القطع يوميا لضمان أجورهم (نظام العمل بالقطعة) ويتم مراقبتهم من طرف رجال أمن على مدار الساعة” ،بالإضافة إلى عمل بعضهم في مرائب تنعدم فيها الشروط الصحية.
فاطمة، مغربية عملت في مصانع النسيج لمدة تزيد عن العشرين سنة أكدت في تصريحاتها للقناة أن “كل سنة تعد الأسوء مقارنة مع السنة التي قبلها” مؤكدة أن عمال مصانع النسيج لا يتوفرون على أي حقوق.
وأضافت المتحدثة ذاتها أن أصحاب المصانع “يتحالفون” مع مفتشي الشغل لإخفاء ما اعتبرته “أبشع” من الإستغلال، والذي يطال أزيد من 80 ألف عامل في 500 مصنع بطنجة، لا تتعدى أجورهم 500 درهم في الأسبوع.
وتطرق التحقيق الصحفي الذي تظاهر معدوه أنهم مستثمرون أجانب يطمحون للاستثمار في مدينة طنجة، للأسعار التي يتلاعب بها أصحاب المصانع، حيث كشفت بعض المعلومات التي حصلوا عليها أن بعض الملابس تباع في إسبانيا بثلاثة عشر أضعاف سعرها في المغرب.
وفي سياق متصل، سبق لـ”سيتيم” و هي منظمة إسبانية غيرحكومية، أن أجرت في سنة 2012 دراسة حول ظروف العمل في مصانع النسيج بمدينة طنجة، تحت عنوان “حملة ملابس نظيفة” و ذلك استنادا على تجارب 118 عاملاً، و كشفت التقرير أن العمال يخضعون لجداول عمل لا تتوافق مع المعايير القانونية، وأشارت المنظمة إلى أن العمال يشتغلون 12 ساعة في اليوم بدلا من 8 ساعات، طيلة 6 أيام.
كما أشار التقرير إلى أنه تم دفع 178.72 أورو في الشهر (حوالي 2000 درهم) لبعض العمال، فيما تم دفع 100 أورو (100 1 درهم) للبعض الآخر، و في هذا السياق “أكد 40 في المائة من هؤلاء العمال أن هذه الأجور لا تسد احتياجاتهم، حيث يجدون صعوبة في إدارة حياتهم المعيشية“.
وعلاوة على ذلك، يتعرض هؤلاء الرجال والنساء إلى العنف اللفظي والجسدي، و كذا الطرد التعسفي، وإجراءات تأديبية غير ملائمة”، حسب ما جاء في التقرير ذاته.
وتصدر معامل النسيج المغربية منتوجاتها إلى مجموعة من الشركات الكبرى في إسبانيا، من بينها مجموعة “إنديتيكس”، المالكة لـ”زارا”، و”بول أند بير”، و”مسيمو دوتي”، و”بيرشكا”، و”سترادي فاريوس”، و”أيشو”، و”دولشي أند غابانا” وغيرها.