دعا مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة ساكنة عاصمة البوغاز وكافة فعالياتها السياسية والمدنية إلى التعبئة الشاملة للتصدي للأشغال الأخيرة التي شهدتها منطقة حدائق المندوبية، من خلال المشاركة في وقفة احتجاجية أولى يوم الأحد المقبل 12 ماي، على الساعة الخامسة بعد الزوال بفضاء حدائق المندوبية بطنجة.
وكانت إحدى الجرافات، التابعة للشركة المفوض لها تدبير قطاع ركن السيارات، قد بدأت، بشكل مفاجئ، أشغال الحفر بعين المكان، يوم الأربعاء الماضي؛ وهو ما جوبه باحتجاج عفوي حينها من لدن ساكنة طنجة، بينما اعتبره المرصد في نداء توصلت به الشمال بريس “منعطفا خطيرا وسلوكا متهورا وغير مسؤول، في وقت تجمع فيه قوى المدينة على رفض تدمير الحديقة، وفي الوقت الذي أودع فيه المرصد عريضة لتثمين هذا الفضاء لدى المجلس الجماعي”.
واعتبر المرصد، في ندائه، أن قرار المسؤولين، الذين سمحوا بتحريك الجرافات، “سلوك أرعن جدير بزمن سنوات الجمر والرصاص، وهو تصرف يوغل في انتهاك حرمة هذا الفضاء ويستهتر بموقف الساكنة وعموم القوى الحية بالمدينة، وينتصر لمصالح الشركات ووحوش العقار على حساب الرأسمال الحضاري للمدينة وساكنيها”.
كما ثمّن النداء التفاف الساكنة وقواها الحية من أجل إنقاذ حدائق المندوبية، “لا سيما الهيئات والأحزاب والمركزيات النقابية والجمعيات الحقوقية والبيئية الموقعة على ميثاق حماية بيئة ومآثر المدينة”، مدينا منع السلطات لفعاليات مدنية بعين المكان، ومعبرا عن التضامن الكامل معها “ومساندة جميع الأشكال النضالية التي تدعو إليها مختلف التنظيمات المدنية من أجل إنقاذ الموقع المذكور”.
كما أعرب المرصد عن أسفه العميق لعدم إعطاء فرصة لممارسة ديمقراطية سليمة، “من خلال السماح بمناقشة عريضة المرصد بهذا الخصوص، والالتفاف على الموضوع بسياسة فرض الأمر الواقع، والإمعان في إهانة ذاكرة المدينة وبيئتها”.