كشفت تقارير إعلامية اسبانية، أن وتيرة الهجرة السرية بين المغرب وإسبانيا عن طريق البر والبحر، تقلصت بشكل كبير خلال الشطر الأول من العام الجاري (2020)، وسجلت نسبا متدنية وصلت إلى حوالي 20 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من عام الماضي (2019) .
ونشرت وكالة “أوربا برس”، استنادا إلى تقرير أعدته وزارة الداخلية الإسبانية، أن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين حلوا بالسواحل الجنوبية الإسبانية ما بين فاتح يناير و31 من شهر مارس الماضي، بلغ 4 آلاف و333 مهاجرا غير شرعي وصلوا إلى الشواطئ الاسبانية على متن قوارب تقليدية، مقابل 5 آلاف و280 مهاجرا سريا حلوا باسبانيا خلال نفس الفترة من العام الماضي (2019) بطرق مختلفة، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 19.2 في المائة .
وبالنسبة للمهاجرين السرين الذين وصلوا إلى الأراضي الاسبانية عن طريق البر، أفاد نفس التقرير أن العدد سجل تراجعا ملحوظا وصلت نسبته إلى 15.8 في المائة، مبرزا أنه لم يتجاوز 1140 مهاجرا سريا خلال ثلاثة أشهر الأولى من السنة الجارية (2020)، مقابل 1354 مهاجرا غير شرعي حل باسبانيا خلال نفس الفترة من السنة الماضية.
وذكرت نفس الوكالة، أن “أرانشا غونزاليز لايا” وزيرة الخارجية الإسبانية، أكدت خلال لقاء مع المفوض الأوروبي المكلف بدول الجوار “أوليفير فارلي”، أن تدفق المهاجرين على إسبانيا تراجع في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، مبرزة أن ظهور فيروس كورونا المستجد بالمغرب واستفحله داخل الأراضي الإسبانية، ساهم بنسبة كبيرة في تراجع محاولات الهجرة السرية إلى التراب الإسباني من السواحل المغربية.
وقالت “أرانشا”، بحسب “أوربا برس”، إنه بالرغم من الظروف الحالية المتمثلة في انتشار فيروس كورونا في العالم، إلا أن التنسيق الإيجابي بين الأجهزة الأمنية المغربية والاسبانية العاملة بمضيق جبل طارق في مجال محاربة ظاهرة الهجرة السرية، لازال قائما ولم يطرأ عليه أي تغيير”.
من جهة أخرى، أكد كل المتتبعين لظاهرة الهجرة السرية بين المغرب وإسبانيا، أن محاولات العبور من السواحل الشمالية المغربية نحو التراب الإسباني بطرق غير شرعية تقلصت في الأسابيع الأخيرة، وذلك نتيجة تفشي وباء فيروس “كوفيد 19” في إسبانيا، التي تعيش حاليا وضعا كارثيا جراء تزايد أعداد المصابين وارتفاع عدد الوفيات إلى أزيد من 4 آلاف قتيل.
وأوضح المهتمون، في تعليقاتهم حول الموضوع، أن الخوف من الإصابة بفيروس كورونا، دفع بالعديد من المهاجرين السريين، خاصة المنحدرين من دول جنوب الصحراء، إلى تأجيل محاولاتهم وفضلوا المكوث بالمغرب إلى حين تحسن الأوضاع في أوربا، فيما لم تعد إسبانيا تمثل بالنسبة للمغاربة الراغبين في الهجرة حلما يستحق ركوب “مقبرة المتوسط” للعبور نحو “الفردوس الأوروبي“.
(الصباج)