أسواق العيد بطنجة.. انتحار جماعي

أسواق العيد بطنجة.. انتحار جماعي

23 مايو, 2020

مع اقتراب عيد الفطر المبارك، شهدت أسواق طنجة والمحلات التجارية بمختلف مستوياتها تدفق  مئات المواطنين والمواطنات عليها من أجل التسوق دون أي احترام للتدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية المرتبطة بحالة الطوارئ الصحية، التي دعت إليها السلطات المغربية لتفادي انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد.

وعرفت جل أسواق المدينة، خاصة بأحياء المصلى ومسنانة والعوامة وحكومة الشوك ومغوغة وعدد من مناطق بني مكادة، خلال اليومين الأخرين، إكتضاضا غير مسبوق، إذ تدفق عليها  مئات المتبضعين وعدد من الأطفال والمتسكعين، الذين تجدهم منتشرين داخل هذه الأسواق دون سبب واضح، وكأن فترة الحجر الصحي انتهت رسميا وعادت الحياة إلى طبيعتها السابقة.

وعبر عدد من المهتمين بالشأن المحلي، الذين التقت بهم “الشمال بريس”، عن امتعاضهم الشديد من “حالة  الفوضى” التي تعرفها أسواق المدينة، مؤكدين أن هذه السلوكات غير المسؤولة من الأسباب الرئيسة التي أدت في الأسابيع الأخيرة إلى تصاعد عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد، ودخول المدينة في مرحلة خطيرة تنذر بقدوم الأسوء، الذي لا يمكن لأحد توقع تطوراته إذا ما خرج الوضع عن السيطرة لا قدر الله.

وحملت نفس المصادر مسؤولية هذه التجاوزات لتراخي السلطات المحلية والمصالح الأمنية المكلفة بمراقبة وتطبيق مقتضيات الحجر الصحي، مبرزين أن هذا التراخي شجع كثير من المواطنين على الخروج من منازلهم دون توفرهم على التراخيص اللازمة، ودون استعمال الكمامات الواقية والحرص على التباعد الاجتماعي المطلوب، وهو ما يوحي بأن الأمور تسير نحو كارثة كبيرة إذا ما استمر الوضع على هذا الحال.

من جهة أخرى، تأسف عدد من المواطنين بطنجة لهذه الوضعية “الشاذة”، التي جعلت المدينة من بين الحواضر المغربية الأكثر تضررا من انتشار الفيروس “كوفيد 19″، إذ بالرغم من أن أغلبية السكان ملتزمين بالحجر الصحي المفروض من قبل الدولة، نجد فئة أخرى مصرة على الاستهتار الصريح والاستخفاف الواضح بالنصائح المقدمة من طرف القائمين على الشأن الصحي، وهي سلوكات، يقول المواطن عمر النجار، غير المسؤولة يقوم به أشخاص تنعدم فيهم روح الوطنية ويساهمون في تقويض كل المجهودات الرامية لمحاصرة وباء “كورونا” القاتل.

وقال النجار، الذي يعمل أستاذا للغة العربية بإحدى المؤسسات التعليمية بوسط المدينة، إن ما يحدث فى الأسواق هو كارثة بكل المقاييس على صحة المتسوقين، لاسيما في أوقات الذروة والازدحام الشديد، حين يتجمع عشرات المواطنين عند بائعي الخضر والمواد الغذائية أو عند الجزارين من أجل اقتناء مستلزماتهم الغذائية، دون ارتداء الكمامات وعدم احترام المسافات الوقائية وتجنب الاحتكاك، وذلك في غياب السلطات العمومية، التي تتغاضى عن مراقبة المخالفين تتجنبا للاصطدام معهم.

من جهته، شدد نور الدين البقالي، صاحب متجر للمود الغذائية،  على ضرورة تنظيم الأسواق المنتشرة بالمدينة، بعد أن أصبحت منبعا للأوبئة بسبب التزاحم الشديد للمواطنين على شراء احتياجاتهم، مؤكدا أنه في هذه الظروف الصعبة التي تمر منها البلاد، أصبح لزاما على السلطات المحلية  البحث عن حل جذري لمشكل الأسواق المنتشرة في جميع أحياء المدينة، التي أصبحت تمثل خطورة الشديدة على صحة  المواطنين، لا سيما أن شخصا واحدا مريضا يمكنه أن ينقل العدوى لعشرات المواطنين، خاصة كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة.

التعليقات

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*