يستعد حزب فوكس الإسباني، اليميني المتطرف، تقديم مقترح في البرلمان، يهم ضرورة إمداد مدينة سبتة المحتلة بمواد غذائية 100 في 100 إسبانية.
ويأتي هذا المقترح، كوسيلة لتضييق الخناق على المنتجات الواردة من المغرب والتي سبق للحزب أن قال إنها غزت الأسواق الإسبانية.
ووفق ما أوردته صحيفة “فارو دي سبتة”، فإن المجموعة النيابية للحزب، ستقدم الثلاثاء المقبل، المقترح، الذي يقضي بتمكين مدينة سبتة المحتلة من مواد إسبانية الأصل أو من الإتحاد الأوروبي.
واعتبر المصدر أن إسبانيا لديها “غذاء ممتاز من النوعية المثلى”، وأن التشريعات الوطنية والأوروبية هي التي “فرضت تدريجياً في السنوات الأخيرة مجموعة من متطلبات الصحة النباتية أو المهنية أو الحيوانية”.
وسجل الحزب المُعادي للمغرب أن الاتحاد الأوروبي ضاعف بشكل كبير، في العقد الأخير من الواردات الزراعية إلى إسبانيا من بلدان غير الأعضاء، في إشارة إلى المغرب.
وأوضح المصدر ذاته أن الواردات من البطيخ المغربي زادت بحوالي تسعة أضعاف في السنوات الخمس الأخيرة، بنسبة 80 في المائة إلى جانب ارتفاع واردات الطماطم بنسبة 148 في المائة في غضون عقد من الزمان فقط.
وأضاف أن “الفلاحين والصيادين الإسبان غير محميين، بسبب اتفاقيات التجارة الحرة و التعاون التي وقعها الإتحاد الأوروبي”.
وسبق لفرانسيسكو موسكوسو، الأمين العام لاتحاد صغار الفلاحين بالأندلس، قد صرح سابقا أن “المزارع العائلية الصغيرة والمتوسطة قلقة للغاية بشأن حالة سوق الطماطم والبطيخ وفواكه الصيف بشكل عام، بسبب الواردات الضخمة من دول أخرى”.
وأضاف موسكوسو أن “التدفق الهائل للمنتجات الزراعية، خاصة من المغرب وتونس و تركيا، يتسبب في خسائر كبيرة لمزارعينا، وهذا شيء يجب إيقافه (…) لا يمكن أن نتأذى في حين تستفيد الدول الأخرى من الإتفاقيات التجارية التي أبرمتها بروكسل”.
وتـــابع قائلا: “الحقيقة هي أن هناك ضغطا هائلا من الواردات، وهو ما يُترجم إلى منافسة غير عادلة. أسعار منتجاتنا تنخفض بشكل متزايد لأن الطماطم والبطيخ و الفواكه الأخرى تصل إلى الرفوف بتكلفة أقل. لهذا السبب، نحن
مرة أخرى نطالب وزارة الزراعة بالضغط على بروكسل لمراجعة اتفاقياتها التجارية، لأنه إذا استمر ذلك، فإن المزارع العائلية الصغيرة والمتوسطة في الأندلس محكوم عليها بالزوال”.
وأكد المتحدث أن استيراد الفاكهة والخضروات ازداد من دول خارج الإتحاد الأوروبي في النصف الأول من العام بما يزيد قليلا عن 5 في المائة.
وارتفعت الواردات الزراعية الإسبانية من المغرب من 26 بالمائة إلى 39 بالمائة إجمالا؛ وفي حالة “البطيخ” فقط، زادت وارداتها بنسبة 132 بالمائة، وفقًا لبيانات مصلحة الجمارك، “الأمر الذي أدى بوضوح إلى انهيار الأسعار في منطقتنا”، يقول الأمين العام لاتحاد صغار الفلاحين بالأندلس.
وعرفت واردات إسبانيا من الخضر والفواكه المغربية ارتفاعا ملحوظا خلال الفترة الممتدة بين فاتح يناير و30 شتنبر 2020؛ اذ اشترت المملكة الإيبيرية ما مجموعه 428,64 مليون كيلوغرام من الفاكهة والخضروات من المغرب، بزيادة نسبتها 18.73 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2019.